- صاحب المنشور: مها القروي
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم ثورة تكنولوجية غير مسبوقة أدت إلى ظهور تقنيات جديدة ومبتكرة مثل الروبوتات المتقدمة، التعلم الآلي، والحوسبة السحابية. هذه التحولات الرقمية هي جزء من التوجه العام نحو مجتمع ذكي تعتمد فيه العديد من المؤسسات على الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة لتبسيط العمليات التشغيلية وتحسين الكفاءة الإنتاجية. لكن هذا الانتقال الرقمي يثير تساؤلات مهمة حول مستقبل العمل والبشر الذين يؤدونه.
مع تزايد انتشار الأتمتة والتطور الكبير للذكاء الاصطناعي، هناك مخاوف متزايدة بشأن فقدان الوظائف التقليدية التي قد يتم استبدالها بالأنظمة الآلية. بعض الدراسات تشير إلى أن حوالي 47% من الوظائف الحالية معرضة لخطر التحول أو الزوال نتيجة للتكنولوجيا المتقدمة بحلول عام 2033. ولكن الأمر ليس كله قتامة؛ فالذكاء الاصطناعي لديه القدرة أيضًا على خلق فرص عمل جديدة لم يكن لها وجود سابقًا.
على سبيل المثال، ستفتح مجالات مثل تطوير البرمجيات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، الهندسة الافتراضية، وأبحاث البيانات الجديدة أبواب وظائف لملايين الأشخاص حول العالم. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي سيسمح للشركات بتقديم خدمات أكثر تخصيصاً للمستهلكين مما قد يتطلب المزيد من العاملين ذوي المهارات المرتفعة لإدارة هذه الجوانب الإنسانية الأكثر تعقيدا.
ومع ذلك، حتى مع احتمالات نمو فرص العمل الجديدة، تحتاج الحكومات والشركات والمجتمع العلمي إلى الاستعداد لهذه الفترة الانتقالية بعناية فائقة. وهذا يعني التركيز على التدريب المستمر للأجيال القادمة وعلى إعادة تدريب القوى العاملة الحالية ليصبحوا قادرين على المنافسة في سوق العمل الجديد الذي يدعمه الذكاء الاصطناعي. كما أنه ضروري تعزيز السياسات الاجتماعية التي توفر شبكات دعم اجتماعية وقانونية لحماية الأفراد الذين ربما تضرروا بسبب تحولات السوق الناجمة عن الثورة التكنولوجية.
وفي النهاية، بينما يعمل الذكاء الاصطناعي على تغيير الطريقة التي نعمل بها وكيف نعيش حياتنا اليومية، فهو يعزز أيضاً خيارات عمل جديدة ومثيرة للاهتمام تتطلب مزيداً من الإبداع والإبتكار البشري. لذلك، بدلاً من النظر إلى الذكاء الاصطناعي كتحدٍ مباشر لوظائف البشر، يمكن اعتبارها فرصة للإنسانية لاستخدام مواهبهم الخاصة بطرق فريدة واستراتيجية لتحقيق تقدم أكبر.