استدامة الإنتاج الزراعي في العالم العربي: تحديات وأولويات

في ظل تزايد الطلب على الغذاء عالمياً وتأثيرات التغير المناخي، تواجه الدول العربية العديد من التحديات لاستدامة إنتاجها الزراعي. هذه التحديات تتضمن نقص

  • صاحب المنشور: هيام الحلبي

    ملخص النقاش:
    في ظل تزايد الطلب على الغذاء عالمياً وتأثيرات التغير المناخي، تواجه الدول العربية العديد من التحديات لاستدامة إنتاجها الزراعي. هذه التحديات تتضمن نقص المياه، التصحر، الأوبئة النباتية، والاعتماد المتزايد على الواردات الغذائية. لكن رغم ذلك، هناك فرص كبيرة لتحقيق الاستدامة الزراعية عبر رفع كفاءة استخدام المياه، تعزيز الأمن البيولوجي، والاستثمار في تكنولوجيا زراعة المستقبل مثل الزراعة الذكية والمكثفة.
  1. نقص الموارد المائية: تعدّ منطقة الشرق الأوسط من بين أكثر مناطق العالم جفافاً، مما يجعل إدارة موارد المياه الشحيحة أمراً حاسماً. تقنية الري الحديثة مثل الري بالتنقيط يمكن أن تساعد في التقليل من هدر المياه بنسبة قد تصل إلى 40%. كما يمكن إعادة تدوير مياه الصرف الصحي للمزارع بطريقة آمنة وصديقة للبيئة.
  1. التغيرات المناخية والأثر عليها: ارتفاع درجات الحرارة وجفاف التربة يؤديان إلى انخفاض المحاصيل وانتشار الأمراض النباتية. يمكن مواجهة هذه المشكلات بالتكيُّف مع الظروف الجديدة، مثل اختيار أصناف محلية مقاومة للجفاف والحرارة العالية. أيضاً، يساعد التأمين ضد المخاطر الطبيعية في تخفيف تأثيرات الفشل المحصولي بسبب الكوارث الطبيعية.
  1. الأمن الحيوي: مكافحة الآفات والعوامل المرضية مهم جدا للحفاظ على سلامة محاصيلنا وتحسين غلات المحاصيل. هذا يتطلب نظام رصد فعَّال ومراقبة بيئية دقيقة بالإضافة إلى تطوير وتعزيز البرامج البحثية لتطوير أنواع جديدة من مبيدات الأعشاب والأسمدة التي تحافظ على الصحة العامة للأرض والبشر على حد سواء.
  1. **التكنولوجيا الرقمية*: استخدمت الزراعة الدقيقة ("Precision Agriculture") مؤخراً بكثافة لزيادة الانتاجية وضمان مستويات أعلى من القابلية للتوقع والكفاءة التشغيلية للنظام الزراعي بأكمله. باستخدام البيانات الجغرافية المكانية وإدارة المعلومات، أصبح بإمكان المنتجين اتخاذ قرارات أفضل حول كيفية استغلال الأرض بشكل فعال وكيف ينبغي التعامل مع مختلف العمليات المختلفة داخل المنظومة الزراعية الواحدة.
  1. البحث والتطوير: للاستمرار في تحقيق الاكتفاء الذاتي واستخدام الموارد بشكل أكثر فاعلية، يحتاج القطاع الزراعي لدعم ممول جيدا لبرامج بحث وبناء القدرات الوطنية والدولية ذات الصلة بالأبحاث متعددة التخصصات والتي تساهم بخلق حلولا مبتكرة لمشاكل قطاعنا الزراعي اليوم. ومن المؤكد أنه لن تكون هنالك طرق واحدة تناسب الجميع لحل مشكلة شح المياه أو تغير المناخ، بل ستكون الحلول متنوعة حسب كل موقع وكل نوع محصول وكل مقاييس مختلفة أخرى . لذا فإن دعم البحوث العلمية سيؤدي دوراً أساسيا في تصميم السياسات الحكومية الناجعة أمام حالة عدم اليقين المستمرة بشأن توقعات تغيرات الأحوال الجوية والتقلبات الاقتصادية العالمية.

هذه هي بعض الخطوات الرئيسية اللازمة نحو تحقق حلم استدامتنا للإنتاج الزراعي في المنطقة العربية وسط ظروف غير مضمونة ومتغيرة باستمرار وعلى الرغم من التحديات العديدة إلا أنها أيضا فرصة لنا لإعادة النظر فيما إذا كانت الأساليب القديمة مناسبة لنا ام تحتاج الى تجديد جذري ونقل عظيم للعقل الجمعي الذي يحرك منطقتنا باتجاه الثورة الخضراء الثانية الخاصة بنا!


مرام بن ناصر

5 مدونة المشاركات

التعليقات