- صاحب المنشور: مي المدني
ملخص النقاش:
في عصرنا الرقمي الحالي، أصبح الأطفال يتعرضون لتأثيرات كبيرة للتكنولوجيا منذ سن مبكرة جدًا. بينما توفر التطبيقات والأجهزة الذكية العديد من الفرص التعليمية والترفيهية، هناك أيضًا مجموعة متزايدة من المخاوف بشأن الأثر السلبي المحتمل لهذه التقنيات على صحتهم النفسية والعقلية.
تأثير الوقت الزائد أمام الشاشات
من أهم القضايا التي تثير القلق هي زيادة وقت الشاشة الذي يقضيه الأطفال. الدراسات الحديثة تشير إلى أن الاستخدام المتكرر والتواصل المستمر مع وسائل الإعلام الرقمية يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات النوم، مما يسبب التعب والإرهاق خلال النهار. هذا قد يساهم في انخفاض التركيز وانعدام القدرة على التعامل مع الضغوط اليومية. بالإضافة إلى ذلك، فإن كميات كبيرة من الوقت أمامه الشاشة غالبًا ما تأتي على حساب الأنشطة الأخرى مثل اللعب الخارجي أو التواصل الاجتماعي المباشر، وهو أمر حاسم للنمو العقلي والعاطفي الصحي.
العزلة الاجتماعية وقيم الذات المنخفضة
التعامل الزائد مع العالم الافتراضي يمكن أيضاً أن يعزز الشعور بالانفصال الاجتماعي الحقيقي. الأطفال الذين يقضون الكثير من الوقت عبر الإنترنت قد يفوتون فرص التفاعل والمشاركة الفعالة في المجتمع المحلي، مما يؤدي إلى مشاعر الوحدة والعزلة. كذلك، فإن الدعاية المستمرة حول الجمال المثالي والشخصيات الناجحة عبر الإنترنت قد تسهم في تقليل قيمة الذات لدى بعض الأطفال وتزيد من مستويات القلق والخجل.
الآثار الصحية البدنية
لا ينبغي نسيان التأثير البدني لاستخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة. وضع الجسم غير المناسب أثناء استخدام الهاتف أو الكمبيوتر يستطيع خلق مشاكل جسدية مثل آلام الرقبة والظهر وحتى ضعف النظر تدريجيًا. علاوة على ذلك، فإن أقل حركة بسبب الاعتماد الكثيف على الأنظمة المدروسة يمكن أن يساهم في زيادة الوزن ومشاكل صحية مرتبطة بالسمنة كالنوع الثاني من مرض السكري وأمراض القلب.
الحلول المقترحة
للحد من هذه المشكلات، يُشجع أولياء الأمور والأوصياء على الحد من الوصول غير الخاضع للمراقبة إلى التكنولوجيا وإدخال رقابة زمنية مدروسة لكل يوم. التشجيع على الانخراط في الأنشطة الخارجية والحرف اليدوية وغيرها من الألعاب البدنية مهم للغاية أيضا. كما أنه من المهم تعزيز مهارات التحكم في رد الفعل عند مواجهة المواقف الإيجابية والسلبية عبر الشبكة العنكبوتية وتعليم كيفية بناء مجتمع محلي إيجابي وصحي بعيدا عن الانترنت عندما يكون ذلك ممكنًا.
وفي النهاية، رغم الفوائد العديدة للتكنولوجيا، فإنه يتعين علينا كآباء ومربين مسؤولين مراقبة واستخدام هاته الأدوات بنوع من الوعي حتى نحافظ على رفاه الطفل النفسي والجسدي مع توفير أفضل تجربة رقمية له.