• صاحب المنشور: ريما بن داود
  
  ملخص النقاش:
  مع التطور الهائل لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI)، يبرز تحديًا أخلاقيًا كبيرًا يتعلق بتأثيراته المحتملة على المجتمعات الاقتصادية. هذا التحول الرقمي المتسارع قد يحمل معه فرصاً هائلة للإنتاجية والكفاءة، ولكنه أيضا يشكل مخاطر جدية تتضمن فقدان الوظائف الجماعية والتغيرات الاجتماعية الكبيرة.

في حين أنه يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين الإنتاجية وتوفير حلول أكثر دقة وكفاءة لعدد من المشاكل المعقدة، إلا أنه ينبغي علينا النظر بعناية في الأثر الاجتماعي لهذا التقنية. من الواضح أنه مع زيادة الاعتماد على الروبوتات والأجهزة الذكية الأخرى التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، ستكون هناك حاجة أقل للموظفين البشريين في بعض الصناعات. هذا الأمر ليس غير حقيقي فحسب، بل هو واقع بالفعل حيث نشهد حالياً خسارة وظائف كبيرة بسبب هذه الآلية الجديدة.

هذه الخسائر ليست مجرد مشكلة اقتصادية بحتة؛ فهي تحمل أيضًا آثارا نفسية واجتماعية عميقة. عندما يفقد الأشخاص أعمالهم أو مهاراتهم ذات الصلة تصبح قابلة للاستبدال، فإن ذلك يؤدي إلى شعور بالعجز والخوف بشأن المستقبل. بالإضافة لذلك، قد يحدث عدم مساواة اجتماعية إذا لم يتم توزيع الثروة الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مستدامة وعادلة.

فماذا يمكننا فعله؟

إن الاستعداد لهذه التغييرات يعد خطوة أساسية. وهذا يعني تشجيع التعليم والتدريب الدائم حتى يستطيع الجميع مواكبة متطلبات سوق العمل الجديد. كما يشمل تعزيز السياسات الحكومية التي تدعم إعادة التدريب المهني وإعادة توظيف العمال الذين فقدوا وظائفهم نتيجة للتكنولوجيا الجديدة.

كما تلعب الشركات دورًا مهمًا هنا عبر تقديم نماذج عمل أكثر مرونة وشاملة. إنشاء فرق متعددة الوظائف بين البشر والآلات يمكن أن يخلق بيئة عمل جديدة ومبتكرة تضمن بقاء كلا الجانبين مفيدًا ومتكاملًا.

وفي النهاية، يأتي الحق في الوصول العادل إلى تكنولوجيات مثل الذكاء الاصطناعي كجانب آخر حيوي. ومن الضروري التأكد بأن الفوائد التي يجلبها الذكاء الاصطناعي تستفيد منها جميع شرائح المجتمع وليس فقط القليل منهم.

ختاما...

على الرغم من التحديات العديدة التي يفرضها تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إلا أنها أيضاً فرصة لإحداث تغيير جذري نحو عالم أفضل وأكثر عدلاً واحتراماً لحقوق الإنسان الأساسية لكل فرد فيه.