- صاحب المنشور: غدير بن شماس
ملخص النقاش:
مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، يبرز سؤال مهم حول تأثير هذه الثورة التقنية على سوق العمل. يمكن النظر إلى هذا التحول من زاويتين رئيسيتين؛ الفرص والاستعداد.
من جهة, يُعتبر الذكاء الاصطناعي قوة دافعة للاقتصاد الرقمي الجديد الذي يعزز الكفاءة والإنتاجية. العديد من المهام الروتينية والمملة التي تتطلب جهداً بشرياً مستمراً يمكن الآن القيام بها بواسطة الآلات المدربة بتفوق وبسرعات أعلى بكثير مما قد يحققيه البشر. وهذا ليس فقط يؤدي إلى تحسين المنتوج النهائي ولكنه أيضا يخلق فرص عمل جديدة لم تكن موجودة قبل ذلك مثل مطوري البرمجيات الخاصة بالروبوتات ومحللي البيانات وغيرها.
ومع ذلك, هناك أيضاً مخاوف مشروعة بشأن فقدان الوظائف بسبب الأتمتة. بعض الدراسات تشير إلى احتمال كبير لانهيار عدد هائل من الوظائف التقليدية نتيجة لتطور الذكاء الاصطناعي. ولكن لا ينبغي لنا أن ننسى بأن الابتكار والتكنولوجيات الجديدة غالباً ما تؤدي إلى إعادة توزيع القوى العاملة وليس إلغائها تمامًا. ربما لن يتم الحاجة للعديد من وظائف العامل البدني كما كانت سابقاً لكن سوف تكون هنالك حاجة أكبر للعامل المعرفي المتخصص.
في نهاية المطاف، يتطلب الأمر استراتيجية وطنية شاملة لإعادة تدريب العمال وتأهيلهم للانتقال بسلاسة نحو الاقتصاد الحديث المستند إلى الذكاء الاصطناعي. التعليم مدى الحياة أصبح ضرورياً أكثر فأكثر حيث يُمكن للشركات والأفراد الذين يستثمرون فيه الاستفادة القصوى من تقنيات الجيل التالي بينما يدعمون أيضًا مجتمعاتهم المحلية خلال تلك المرحلة الانتقالية. إن القدرة على مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين تعتمد على قدرتنا على فهم وفهم كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحقيق نتائج أفضل سواء كشركات أو أفراد.