- صاحب المنشور: نادين الهاشمي
ملخص النقاش:
تغيرت معالم عالم الأعمال بشكل جذري بسبب جائحة كوفيد-19. وقد أدى الوباء إلى تسريع اعتماد التكنولوجيا في كل جانب من جوانب الحياة اليومية، بما في ذلك قطاع التجارة. لقد أثبتت التجارة الإلكترونية أنها ليست مجرد خيار للعديد من الشركات فحسب، بل هي ضرورة حيوية لبقاء الكثير منها. هذه الورقة ستدرس الأثر الذي تركته الجائحة على تجارة البيع بالتجزئة التقليدية وكيف قادت الطفرة نحو التجارة الرقمية.
تأثير الجائحة على التجارة التقليدية
مع انتشار الفيروس والتدابير الوقائية التي تتضمن الإغلاق والحجر الصحي، اضطرت العديد من متاجر البيع بالتجزئة إلى إغلاق أبوابها أو العمل بأقل طاقتها التشغيلية. هذا الوضع خلق تحديات هائلة لهذه الشركات حيث انخفضت إيراداتها بنسب كبيرة. بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية الفورية، فإن التأثيرات طويلة المدى تشمل فقدان الزبائن الدائمين نتيجة لنقص المرونة للتكيف مع التحولات السريعة في السوق.
التحول نحو التجارة الرقمية
في المقابل، شهدنا نمواً غير مسبوق في مجال التجارة الإلكترونية خلال فترة الوباء. وفقاً لتقرير حديث نشرته شركة Statista, "من المتوقع أن يزداد حجم سوق التجارة الإلكترونية العالمي بمقدار 22% ليصل إلى أكثر من $4.88 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2021". يمكن ربط هذه النمو الكبير بثلاثة عوامل رئيسية:
- الضرورة: أصبح التسوق عبر الإنترنت طريقة آمنة وآمنة للاستمرار في الحصول على المنتجات والخدمات دون التعرض للمخاطر الصحية المحتملة.
- الراحة والاستدامة: توفر التجارة الإلكترونية الوقت والجهد اللازمين للذهاب إلى المحل فعليًا وتوفير القيادة وتكاليف البنزين وغيرها من المصاريف المرتبطة بالشراء الشخصي.
- انتشار الخدمات اللوجستية الكفؤة: شهدنا تحسناً ملحوظا في سرعة توصيل الطلبات وضمان جودة المنتج قبل شرائه عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمراجعات المبنية عليها.
المستقبل: دمج العالمين الحقيقي والافتراضي
على الرغم من كل التطورات الحديثة والمزايا العديدة التي توفرها التجارة الإلكترونية، إلا أنها لم تستطع استبدال التجارب الشخصية تمامًا مثل تلك الموجودة داخل المتاجر الفعلية. لذلك، نرى الآن اندماجا بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي لإنشاء نماذج أعمال جديدة ومثيرة ومتكاملة تعطي الأولوية لكلا الجانبين. بعض الأمثلة لهذا الاتجاه تشمل:
* متاجر الواقع المعزز/الواقع الافتراضي (AR/VR): تسمح هذه التقنيات للمستهلكين باستكشاف المنتجات ثلاثية الأبعاد بتفاعلية عالية مما يعزز تجربة العميل ويحسن عملية صنع القرار الخاص به أثناء التصفح عبر الانترنت.
* توصيل السيارات الآلية أو بدون سائق: يُعتبر الحل الأكثر تطوراً حالياً لمنطقة الشرق الأوسط ولكنه يستخدم أيضًا بكفاءة عالية في أماكن أخرى حول العالم لتحقيق خدمة توصيل سريعة وفعالة للغاية تكون صديقة أيضاً للبيئة نظرًا لاستخدام الطاقة الكهربائية بشكل أساسي وليس مشتقّة من البنزين كما هو المعتاد حالياً لدينا هنا بالمملكة العربية السعودية مثلاً .
هذه الظروف الجديدة سوف تخلق فرص عمل متنوعة تحتاج مهارات خاصة بالسوق الجديد الذكي غدا والذي يعتمد بشدة على استخدام البيانات وأنظمة الذكاء الاصطناعي أيضا ، لذا ينصح الشباب السعوديين الذين لديهم ميل للتخصصات الهندسية والفكر التقني بأن يتجهوا نحو تعلم وتحسين قدرات البرمجة الخاصة بهم لإعداد نفسهم لسوق العمل الغد علميًا وصناعياً وبالتالي تحقيق أعلى معدلات نجاح ممكنة لأهداف حياتهم العملية مستقبلاً