- صاحب المنشور: إليان بن القاضي
ملخص النقاش:تعتبر الألعاب الإلكترونية جزءاً أساسياً من ثقافة الشباب اليوم، حيث يقضي العديد منهم ساعات طويلة أمام الشاشات. لكن هل هذا الهوس بالألعاب يقتصر فقط كشكل من أشكال الترفيه أم أنه له تأثير عميق على صحتهم النفسية؟ دراسات حديثة تشير إلى وجود ارتباط وثيق بين الإدمان على الألعاب الإلكترونية والمشاكل الصحية العقلية مثل القلق والاكتئاب. يمكن لهذه الحالة، والمعروفة باسم "اضطراب ألعاب الفيديو"، أن تؤثر سلباً على حياة الفرد الشخصية والعائلية والعلمية.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن اضطراب ألعاب الفيديو يتميز بمظاهر معينة منها الإنكار الذاتي للوقت الذي تقضيه الشخص في اللعب والتفضيل المستمر للألعاب على جميع الأنشطة الأخرى حتى لو كانت ذات أهمية أكبر. بالإضافة لذلك، قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة من مشاعر الجوع أو الخدر عند توقفهم عن اللعب مما يؤكد مدى إدمانهم عليها.
الأسباب المحتملة لهذا الارتباط
- التفاعل الاجتماعي محدود - غالبًا ما ينعزل اللاعبون عن مجتمعهم الطبيعي بسبب الوقت الطويل المُنفق داخل عالم اللعبة.
- الشعور بالإنجاز الزائف - تقدم بعض الألعاب مكافآت افتراضية تدفع باللاعب نحو الاستمرار في اللعب لتحقيق المزيد.
- استجابة الدوبامين - أثناء اللعب، يتم تحفيز إنتاج مادة الدوبامين التي ترتبط بالسعادة والإثارة والتي تساعد أيضًا في تعزيز الرغبة بالتكرار والاستمرار.
الحلول المقترحة
- وضع حدود واضحة للاستخدام - تحديد فترات محددة يوميًا لكل جلسة لعب وتطبيقها بحزم.
- تعزيز العلاقات الاجتماعية خارج نطاق الإنترنت - تشجيع المشاركة في الرياضة والصلاة والمذاكرة وغيرها من الأنشطة المجتمعية البناءة.
- طلب المساعدة المتخصصة - إذا ظهر أي علامات للإدمان الخطير، يجب البحث عن دعم متخصص سواء كان ذلك عبر العلاج النفسي أو مجموعات الدعم الذاتية.
من الواضح أن الآثار الجانبية للألعاب الإلكترونية ليست بسيطة ويمكن لها التأثير بشكل كبير على جودة حياتنا النفسية والجسدية. لذا، بينما تحتفل الثقافة الحديثة بتقدم التكنولوجيا، فإنه ينبغي علينا أيضاً الاعتراف بأخطار محتملة ومواجهتها بإرشادات مسؤولة واستراتيجيات الوقاية المناسبة لحماية شبابنا ومن حولنا.
