- صاحب المنشور: الهواري بناني
ملخص النقاش:
تدور هذه الجولة الحوارية حول قضية حساسة تتعلق بالعلاقة بين الحفاظ على التراث الثقافي والتكيف مع المتطلبات العصرية في مجال الطبخ والأطعمة التقليدية. تبدو المناقشة ملتزمة ومتوازنة حيث يسعى الجميع لفهم كيفية الجمع بين الاحتفاظ بجذورنا الثقافية وبين الاستفادة من الابتكارات الحديثة دون خسارة أي من الجانبين.
من جهتها، تؤكد "جمانة بن إدريس" على ضرورة التعامل بحذر شديد مع تجديد التقاليد الغذائية، مشددة على أهمية الحفاظ على الجذور الأصلية للأطباق التقليدية، وإن كانت ترى أيضا أن الحداثة قد توفر فرصًا لإعادة اكتشاف وتقدير القيم القديمة بطرق جديدة ومبتكرة.
وتشارك "فاطمة الهضيبي" ذات الرأي، موضحة أنه رغم وجود احتمال الضياع الهوياتي بسبب تجاهل الجذور، فإن استخدام الحداثة بنطاق واعي يمكن أن يكون وسيلة لإعادة إحياء وإنماء تلك القيم.
"سارة بن العيد"، بدورها، تؤكد على ضرورة تحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث ومواجهة المستقبل، وتحذر من المبالغة في رفض الابتكار باسم الحفاظ التقليدي. وهي تقدم طريقة مبتكرة تتمثل في دمج التقنيات الحديثة بطريقة تضمن المحافظة على الروح الأساسية لأكلتنا الشعبية دون تغييرها.
"شذى العبادي" تعترف بصعوبة حفظ تفاصيل دقيقة لمدة طويلة ضمن السياق التاريخي، لكنها تثني على المرونة اللازمة لمواجهة واقع التغير الدائم للعالم والاستفادة منه لإعادة عرض جمالية التراث بطرق جديدة ومبتكرة.
وفي نفس الاتجاه العام، تدعم "غنى المدني" فكرة أن الفنون والثقافة تستمد حياتهما من عملية التجديد المستمرة، معتبرةً أن المعاصرة لا تنازع القديم بل تكمل منظومة الثقافة الشاملة.
وأخيراً، يشاطر "سامي الدين بن الأزرق" الآخرين الرؤية العامة بأن الثقافة قادرة على النمو والتطوير باستخدام وسائل مطبخ حديث بشرط المواظبة على احترام القواعد الثقافية وعدم ترك أي شيء هام من الهوية الوطنية لوراء ظهرنا.
تجتمع مجموعة المشاركات هنا حول هدف مشترك وهو كيفية جعل التراث يستوعب عناصر حديثة دون المساس بالقيم التي يمثلها التراث. لقد سلطت مشاركة كل عضو الضوء على جانب مختلف من الموضوع، مما خلق صورة واضحة للموضوع المطروح.
