تحولات الرأي العام: دور الإعلام الجديد والحروب النفسية في تشكيل وجهات النظر الحديثة

في العصر الرقمي الحالي، أصبح تحولُ الرأي العام أكثر ديناميكية وتأثيراً من أي وقتٍ مضى. حيث يمكن للإعلام الجديد -وتحديداً المنصات الاجتماعية والإنترنت-

  • صاحب المنشور: ثامر الرايس

    ملخص النقاش:
    في العصر الرقمي الحالي، أصبح تحولُ الرأي العام أكثر ديناميكية وتأثيراً من أي وقتٍ مضى. حيث يمكن للإعلام الجديد -وتحديداً المنصات الاجتماعية والإنترنت- أن يلعب دوراً محورياً ومباشراً في صياغة وآراء المجتمعات حول القضايا المختلفة. هذه التحولات ليست مجرد ظاهرة عرضية؛ بل هي نتاج لحرب نفسية مستمرة بين اللاعبين السياسيين، والمؤسسات التجارية، والجماعات الفكرية.

من منظور تاريخي، كانت وسائل الإعلام التقليدية مثل الصحف والتلفزيون تلعب الدور الرئيسي في تشكيل الآراء العامة. ولكن مع ظهور الإنترنت وانتشار الهاتف الذكي، تطورت طرق التواصل بصورة كبيرة. اليوم، يعيش الكثيرون حياة متصلة بالإنترنت على مدار الساعة، مما يجعل تأثير المعلومات الواردة عبر الانترنت قوياً للغاية.

تعد الحروب النفسية جزءًا أصيلًا من هذا السياق الحديث. وهي استراتيجيات تقوم بها الجهات ذات النفوذ بهدف التأثير علي المواقف والأفعال لدى الجمهور المستهدف. تُستخدم هذه الاستراتيجيات لتوجيه الرأي العام نحو دعم وجهة نظر أو قضية بعينها. وقد تتضمن حشد القصص المؤثرة والفيديوهات المرئية والشائعات المدروسة لإحداث تغيير جوهري في الأفكار والثقافات السائدة.

على سبيل المثال، شهدنا خلال جائحة كوفيد-19 كيف أثرت الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بشدة على تصرفات الناس وكيف شكلت مشاعر الخوف والاستعداد للمستقبل. كما رأينا أيضا كيفية استخدام بعض الأطراف للأخبار الكاذبة والدعاية الخبيثة للترويج لمواقف سياسية محددة أو التشكيك بمصداقية الآخرين.

وفي الوقت نفسه، برزت مجموعة جديدة من الناشطين الذين يستخدمون الوسائل الإلكترونية لنشر الحقائق المضادة لهذه الحملات الدعائية. هؤلاء الناشطون يقيمون "مدافع" ضد الحروب النفسية، ويحاولون تقديم تفسيرات أكثر دقة وأمانة للقضايا المثارة لجمهور واسع.

هذه الديناميكية الجديدة تضع تحديًا أمام الجميع: الحكومات، المؤسسات التعليمية، العائلات... إلخ. فجميعهم مطالبون بفهم طبيعة الحرب النفسية واستخداماتها لتوعية جمهورهم بحقيقة الأمور وعدم الوقوع ضحية للتشويش والإيحاء الزائف الذي قد يؤدي بهم إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة أو حتى خطيرة. وبالتالي فإن زيادة الوعي الرقمي تعد ضرورية الآن أكثر من أي وقت مضى للحفاظ على سلامة عملية صنع القرار داخل مجتمعاتنا العالمية المترابطة رقميًا.

#رأيبعام #إعلامجديد #حربنفسية


جبير بن علية

5 مدونة المشاركات

التعليقات