- صاحب المنشور: شاهر البصري
ملخص النقاش:مع تزايد الاعتماد على التقنيات الرقمية في مختلف جوانب الحياة اليومية، أصبح الإرشاد النفسي عبر الإنترنت خيارًا متاحًا للكثيرين. رغم الفوائد التي يوفرها هذا الأسلوب الجديد مثل زيادة الوصول إلى الخدمات النفسية وتوفير الوقت والمجهود، إلا أنه يتواجد العديد من التحديات والإشكالات الأخلاقية المرتبطة بتطبيق هذه الطريقة الحديثة للإرشاد.
الفعالية هي أحد أكبر القضايا المطروحة هنا؛ حيث يحتاج العاملون في مجال الصحة النفسية للتأكد من قدرتهم على تقديم الدعم المناسب عبر الشاشة الصغيرة. فالتفاعل غير اللفظي الذي يعد جزءا أساسيا جدا من العمل الاستشاري التقليدي قد يفقد بعض قوته عند الانتقال إلى البيئة الإلكترونية. بالإضافة لذلك، يشكل خصوصية المعلومات الشخصية تحدياً كبيراً خاصة عندما يتم جمع البيانات وتحليلها رقميًا.
الأبعاد الأخلاقية
على الجانب الآخر، هناك العديد من الاعتبارات المتعلقة بالأخلاقيات المهنية للمستشارين والمرشدين الذين يعملون بالإنترنت. الجوانب القانونية المتعلقة بالإرشادات المحلية والدولية حول خدمات الصحة النفسية عبر الإنترنت ليست واضحة دائما ويمكن أن تتغير حسب البلد أو المنطقة الجغرافية. كذلك، ينبع القلق بشأن سلامة المرضى وقدرتهم على التعامل مع المواقف الصعبة بعيدا عن المشورة وجهًا لوجه.
في النهاية، بينما يبدو أن الإرشاد النفسي عبر الإنترنت له مستقبل مشرق بسبب سهولة الوصول إليه والتكاليف المنخفضة نسبيا مقارنة بالاستشارة الوجه لوجه، فإن تحقيق توازن بين الفعالية والأمان والأمانة الأخلاقية سيكون حاسماً لتحقيق أفضل النتائج للمستفيدين منه.