• صاحب المنشور: عبد الرحيم الديب
  
  ملخص النقاش:
  تُحدث ثورة الذكاء الاصطناعي (AI) تحولات جذرية في مختلف القطاعات الاقتصادية حول العالم. هذه الثورة ليست مجرد تغيرات تقنية بل هي أيضاً عملية إعادة تشكيل واسعة لسوق العمل. يهدف هذا المقال إلى استكشاف كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يخلق فرص عمل جديدة ويغير طبيعة الوظائف الحالية بطرق قد تكون غير متوقعة.

التحديات الناجمة عن الذكاء الاصطناعي

1. التآكل المهني: أحد المخاوف الأساسية هو فقدان الوظائف بسبب الروبوتات والبرمجيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. الأنشطة التي تتطلب مهارات روتينية أو متكررة غالباً ما يتم الاستغناء عنها لصالح التقنيات الآلية. مثال على ذلك الصناعة التصنيعية حيث أدى استخدام الروبوتات إلى خفض عدد العمال البشريين اللازمين لإتمام العمليات المنتجة.

1. التغيير في نوع المهارات المطلوبة: الشركات ستبحث أكثر فأكثر عن موظفين يتمتعون بمستوى عالي من القدرات الإبداعية والتفكير النقدي والتواصل الفعال - وهي جوانب يصعب على الذكاء الاصطناعي تعويضها حالياً. لكن تطوير هذه المهارات سيكون حاسماً للموظفين الراغبين في المنافسة في عالم يعمل فيه الذكاء الاصطناعي جنبا إلى جنب مع البشر.

1. عدم المساواة الاجتماعية: هناك خطر محتمل بأن يؤدي انتشار الذكاء الاصطناعي إلى زيادة الفجوة بين الطبقات ذات الدخل المرتفع والدخل المنخفض. الأشخاص الذين لديهم الوصول إلى التعليم الجيد والموارد المالية الكافية سيصبحون مؤهلين للحصول على وظائف عالية التكنولوجيا بينما قد يعجز الآخرون عن اللحاق بهذه التحولات الجديدة.

المجالات المحتملة للتحول

1. الدعم المتخصص: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء نماذج مدربة جيداً تقدم خدمات دعم شخصية خاصة لكل مستخدم بناءً على تاريخ تصفح الإنترنت الخاص بهم. قد يشمل ذلك تقديم المشورة الطبية الأولية، الخدمات القانونية، حتى الترفيه الشخصي مثل اقتراح أفلام جديدة بناءً على تقييم المستخدم السابق للأفلام.

1. تحسين كفاءة الأعمال: إن تبني حلول برمجية تعتمد على التعلم العميق يمكن أن يساعد المؤسسات على تحليل كميات كبيرة من البيانات لتحديد الاتجاهات واكتشاف الفرص التجارية الجديدة وتوقع نتائج العملاء قبل حدوثها - كل ذلك بسرعات فائقة وأخطاء أقل مقارنة بإجراءاتها اليدوية القديمة.

1. فرص أعمال جديدة: تولد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أنواعًا جديدة تمامًا من الأعمال التجارية التي لم يكن لها وجود سابقًا ولم تخضع لعوامل السوق القائمة الآن. ومن الأمثلة الواضحة هنا شركات تأجير السيارات الذاتية القيادة والتي ظهرت نتيجة للتقدم الكبير الذي حققه مجال البرمجي الداعم لقواعد الطريق والحركة المرورية باستخدام الخوارزميات الرقمية المتقدمة.

وفي الختام، فإن تأثير الذكاء الاصطناعي ليس بالأمر السلبي الوحيد بالنسبة لسوق العمل؛ فهو يجلب معه أيضًا مجموعة متنوعة من الاحتمالات المثيرة وقد يساهم بشكل كبير في خلق بيئة عمل ديناميكية ومتغيرة باستمرار حيث يستطيع الإنسان والبشر تلبية احتياجات بعضهما البعض بأمان وكفاءة أكبر مما لو كانوا يعملون بشكل منعزل عن الآخر.