- صاحب المنشور: زينة الوادنوني
ملخص النقاش:
النقاش الدائر حول هذه النقطة يظهر مدى التعقيد الذي يكتنف العلاقة بين حق الفرد في الخصوصية والأمن السيبراني المتزايد أهمية في عصرنا الحالي. تعددت الآراء لمناقشة القضايا المحتملة مثل تسليم البيانات الشخصية مقابل الأمان المثالي، والتساؤل إذا كان بالإمكان بناء نظام أمني دون انتهاك للخصوصية الفردية.
تبدأ إسراء بن عزوز بملاحظة أن تقديم كامل البيانات الشخصية قد يحقق أقصى درجات الأمان ولكنه يأتي بتكلفة كبيرة تتمثل بخدش الحرية وحقوق الإنسان الأساسية. ويجادل الراي بأنه رغم كون تحقيق الأمن السيبراني القوي دون المساس بالخصوصية الفردية ممكن نظرياً، إلا أنها عملية تتطلب تعاوناً مشتركاً شاملاً بكل من الحكومة، قطاع الأعمال، والشعب نفسه.
ويتفق معه المنصوري الهواري مؤكداً كذلك على وجود توازن محتمل بين الأمن الشخصي والاستقلال الرقمي ويمكن تحقيق ذلك باستخدام البرامج المفتوحة المصدر واستراتيجيات أخرى تعمل على توفير بيئة رقمية آمنة وخالية من التدخلات الغير مرغوب بها.
كما يشجع رابح الرفاعي الجميع على رؤية متكاملة للقضية والتي تؤكد أنه لا يوجد تضارب لازم بين الأمن الشخصي وضمان السرية؛ فهناك وسائل عديدة تمكن المستخدمين بالحصول على سرية عالية أثناء التصفح دون أي مخاطر مرتبطة بهذه العملية. وينوه أيضاً دور التشريع المستند إلى قوانين صارمة لحماية البيانات كمفتاح اساسي نحو الوصول لذلك الوضع الامثل من الثبات والسريّة الذاتيّة.
وتشارك مسعدة بن توبة وجهة النظر نفسها حول أهمية تحديد حدوث توازن فعال بين هذه المصالح المتعارضة ظاهرياً. وهو يقول ان التركيز الزائد والإجبار على جعل كافة امور الحياة تحت مظلة النظام الرقمي دون الاخذ بعين الاعتبار الاعتبارات الأخلاقية والقانونية يفتح المجال امام الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان. وبالتالي الطابع الرئيسي للعالم الرقمي ينبغي ان يستهدف خلق بيئة امنة تشجع الإبتكار التواصل الاجتماعي بدلاً من استعمال معلومات شخصية بشكل عشوائي .
وفي ذات السياق، يتم تأكيد فكرة حفيظ بن عيسى حول عدم قدرة التقدم التكنولوجي على اختزال وتآكل الحدود الخاصة لكل شخص بشكل مباشر أو غير مباشر بسبب اجهاد الحصول عليه بوسائل غير قانونيه وغير شرعية انتهاكا صريحا لحرماته الخاصة ومن ثم حث علي وضع منظومة رقابية تحدد الاولويات اللازمة لحماية البيانات بالإضافة الي الحد من ممارسة اي عمليات احتيال لجبايتها خارج اطار القانون والعادات الاجتماعية المعتادة .
وأخيراً ، أعاد المنصوري الهواري التأكيد على ضرورة تبني منظور عملي حول طريقة جمع عناصر السلامة الرقمية والكشف عن الذات ضمن نفس الوقت الضيق والمعروف باسم الثغرة الموجودة حاليا داخل الشبكات المعلومه , لكنّه شدّد أيضاُعلى رؤيته المشتركة بان ادارة تكنولوجيا الاتصال الحديثة تستوجب القيام بذلك مقترنا بقوانين دستورية دقيقة ودقيقة المهارات اخلاقيا لكي تفادي التحكم بسلوك الافراد وانتحال شخصياتهم بصورة خاطئة مما يعرض خصوصياتهم للمخاطرة والخطر .
