- صاحب المنشور: ماهر بن محمد
ملخص النقاش:
مع تزايد اعتماد العالم على التقنيات الرقمية والتكنولوجيات الحديثة، أصبح الأمان الإلكتروني أكثر أهمية من أي وقت مضى. يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً متنامياً في هذا المجال من خلال تقديم حلول مبتكرة لمواجهة تحديات الهجمات السيبرانية المتزايدة التعقيد. في هذا المقال، سنستكشف كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز الأمن السيبراني، وكذلك المخاطر المحتملة المرتبطة بهذه الاستخدامات الجديدة.
الفوائد الرئيسية لدمج الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني:
- التعلم الآلي: إحدى أكبر نقاط قوة الذكاء الاصطناعي هي قدرته على التعلم المستمر وتحسين أدائه بناءً على البيانات التي يتلقاها. عند تطبيق ذلك على الأمن السيبراني، يمكن لبرامج مكافحة الفيروسات وأنظمة الكشف المبكر عن الاختراقات "التعلم" وتحديد الأنماط المشبوهة والقضاء عليها قبل حدوث ضرر كبير.
- الكشف والاستجابة السريعة: يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من بيانات الشبكة بسرعة كبيرة لتحديد علامات الخروقات الأمنية المحتملة أو حالات الفشل الأخرى. وهذا يسمح بنظام استجابة فوري لحالات الطوارئ، مما يقلل الوقت اللازم للمعالجة ويمنع المزيد من الضرر.
- الدفاع الطبقي: باستخدام تقنيات مختلفة تعمل معًا - والتي غالبًا ما تتضمن عناصر محددة بالذكاء الاصطناعي - يمكن لأمن المعلومات تحقيق مستويات غير مسبوقة من الحماية عبر طبقات دفاع متعددة ضد هجمات القراصنة ذوي المهارات العالية للغاية والموجهين خصيصًا للهجوم.
- إدارة فعالة للإدارة التشغيلية (IT): توفر الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي رؤى تفصيلية حول حالة البيئة التقنية للشركة وكيف يتم استخدام البرامج والأجهزة المختلفة داخل المؤسسة. تساهم هذه المعرفة الدقيقة في اتخاذ قرارات أفضل بشأن إدارة النظام والبنية الأساسية وعمليات الصيانة الوقائية أيضًا.
التحديات والصعوبات المرتبطة بتطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن السيبراني:
- الثغرات الموجودة في خوارزمياته: حتى اليوم الأكثر تطورا بين نظم الذكاء الاصطناعي تعتمد أيضاُ على التعليمات البرمجية البشرية والخوارزميات المصممة لتحقيق اهداف محددة وقد تكون هناك ثغرات قد يغفل عنها المصممون أو تقوم باستغلالها الجهات المسيئة بطرق جديدة وغيرمتوقعة .
- الإفراط الاعتماد على الروبوت": بينما يبدو أنه أمر جيد عندما تصبح معظم العمليات آلية كاملة ، فإن الإفراط فيه يؤدي إلى فقدان القدرة الذاتية لدى الإنسان وقد تظهر مشاكل أقل ظهوراً ولكن لها تأثير عميق مثل عدم التدريب المناسب للأشخاص الذين سيستخدمون تلك النظم بالإضافة الى عوامل أخرى ذات طبيعية اجتماعية وقانونية أيضاً.
- الخصوصية والأخلاق\": أخيرا وليس آخرأ, إن الابتعاد عن التدخل بشؤونه الخاصة كما يحافظ عليه القانون الدولي الخاص بحقوق الإنسان والحريات الاساسية يشكل عبء جديد أمام التطبيقات المكتبية المعتمدة على التحليلات الضخمة المنتقاة بعناية؛ وذلك يرجع أساساً لأنه رغم دواعي الاعتقاد بأن تلك الإمكانية ستكون مفيدة إلا أنها بالتأكيد تشمل مخاطر جدّية فيما يخص حق الأفراد بالحفاظ على خصوصية حياتهم الشخصية ومعلوماتهم الشخصية ومن ثم ينبغي وضع قواعد واضحة وشاملة لإطار قانون تنظيم حماية البيانات وإتاحة الفرصة للاستفادة منها دون المساس بحرية المواطنين وحقوقهم الإنسانية الأساسية .
في نهاية المطاف، يعد الذكاء الاصطناعي أحد أدوات القرن الواحد وعشرين المهمة لدفع عمليات السلامة وتحسين مستوى الامان للدولة المدنية بشكل عام وفي القطاع الاقتصادي خاصةً ؛ لكن الأمر يتطلب الكثير من العمل الجماعي بين الحكومات والخبراء الأكاديميين وممثلين قطاع المال والعاملين بمراكز البحث العلمي للتوصل للحلول الملائمة لكل المشكلات السابق ذكرها ولضمان توصله بصورة منتظمة لنقاط القوة والنواقص واستثمارها بأفضل طريقة ممكنة لصالح مجتمعنا