- صاحب المنشور: كوثر بن زروق
ملخص النقاش:
في عالم اليوم المتصل بشبكة الإنترنت والمتسارع تقنياً، أصبح استخدام الأجهزة الذكية والتطبيقات الرقمية جزءاً أساسياً من حياة الشباب. وعلى الرغم من الفوائد العديدة التي توفرها هذه التقنيات الحديثة مثل سهولة التواصل، الوصول إلى المعلومات بسرعة وكفاءة، والاستفادة من التعليم الإلكتروني وغير ذلك الكثير؛ إلا أنها قد تحمل أيضاً تحديات صحية نفسية غير معلنة.
أظهرت الدراسات أنه يمكن أن يؤدي الاستخدام المكثف للأجهزة المحمولة وأنظمة الوسائط الاجتماعية إلى زيادة مستويات القلق والاكتئاب لدى فئة الشباب. حيث يشعر العديد منهم بمراقبة دائمة ومشاعر خوف من الغياب عن العالم الافتراضي لفترة قصيرة مما يؤثر بدوره على جودة النوم ويسبب اختلال الساعة البيولوجية للجسم. بالإضافة لذلك، فإن المقارنة المستمرة بين حياتهم الخاصة والمحتوى المثالي الذي يراه الآخرون عبر وسائل الإعلام الاجتماعية قد تساهم أيضًا في انخفاض الثقة بالنفس والشعور بالفشل مقارنة بالأقران.
ومن جهة أخرى، تشكل الإدمان الرقمي مشكلة كبيرة تحرم الأفراد من الوقت الكافي للأنشطة البدنية والعلاقات الشخصية الحقيقية، وهو أمر ضروري للحفاظ على الصحة العقلية الجيدة. كما أثبت البحث العلمي أن التعرض طويل المدى لأضواء الشاشات قبل النوم يحبط إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورة النوم والإسترخاء الطبيعية للمخ.
وللتغلب على هذا الوضع وتجنب الآثار السلبية للتكنولوجيا على الصحة النفسية، ينصح الخبراء باتباع بعض الخطوات الأساسية كوضع حدود زمنية لاستخدام الجهاز الهاتف أو الكمبيوتر، اختيار تطبيقات وقائية تساعد في الحد من الزيارات الزائدة لمواقع شبكات الاعلام الاجتماعي، القيام بأنشطة بدنية خارجية منتظمة وتعزيز العلاقات الاجتماعية وجهًا لوجه بدلاً منها. ولا ننسى أهمية الحصول علي فترات راحة مناسبة أثناء العمل أمام شاشة حاسوب أو جهاز لوحي لإعطاء العين فرصة الراحة أيضا لتقليل الاحتقان المحتمل للعين الناجم عن التركيز المطول عليها.
وفي النهاية، رغم كون التكنولوجيا أدوات مساعدة قيمة لحياة أكثر كفاءة وراحة للإنسان المعاصر، تبقى مسؤوليتنا كمستخدمين لتحكم ذاتيين لمنع أي تأثيرات ضارة محتملة لبقاء حالة توازن صحي بين الواقع الرقمي والحقيقي.