- صاحب المنشور: حاتم اليحياوي
ملخص النقاش:
في مواجهة التأثيرات الأكثر تطرفاً للمناخ العالمي، تواجه قطاع الزراعة مشاكل متزايدة. يتوقع الخبراء ارتفاع درجات الحرارة العالمية، مما يؤدي إلى آثار غير مسبوقة مثل الجفاف الشديد، الفيضانات المفاجئة، الأمطار الغزيرة، والظواهر الجوية المتطرفة الأخرى التي يمكن أن تضر المحاصيل والأراضي الزراعية. هذه الظروف تساهم في زيادة الفقر الغذائي وتراجع إنتاجية الأغذية عالمياً.
الجفاف والتغيرات في توقيت الرياح الموسمية:
يعتبر الجفاف أحد أكثر تأثيرات تغير المناخ تهديدًا للزراعة. مع الارتفاع المستمر لدرجة حرارة الأرض، يصبح الطلب على المياه أكبر بينما توفرها الطبيعة أقل. هذا يعني أن العديد من المناطق التي كانت ذات يوم خصبة قد تصبح قاحلة تدريجيا. بالإضافة لذلك، فإن عدم الانتظام في توقيت وأمطار الرياح الموسمية يشكل عبئا ثقيلا على المزارعين الذين تعتمد زراعتهم بشكل كامل أو جزئي على هكذا أمطار.
الآفات والحشرات الجديدة واستكثارها:
تتسبب ظروف الكوكب الدافئة أيضا بتوسع نطاق انتشار بعض أنواع الآفات والحشرات الضارة بالمزرعة عبر مناطق جديدة لم تكن معروفة بها سابقا. وفي الوقت نفسه، تتكاثر تلك الأنواع الموجودة أصلاً بمعدلات أعلى بسبب البيئات الأكثر دفئا ورطوبة، مما يسهم في تدمير غلة القطاع الزراعي بصورة كارثية بلا شك.
الإستجابة والاستعداد لتلك التحديات:
بالنظر لهذه التهديدات الواضحة والمباشرة، أصبح الحل المقترح هو التركيز على البحث العلمي والابتكار التقني لتحقيق هدفين رئيسيين هما تحسين القدرة على التأقلم وصمود المجتمعات أمام أي تغيير مناخي محتمل مستقبلاً وضمان بقاء الأمن الغذائي. ويحتوي ذلك النهج الاستراتيجي المدروس على عدة خطوات منها:
- التنوع الوراثي: تشجيع استخدام الأصناف النباتية القادرة على تحمل العوامل البيئية المختلفة والتكيُّف لها كالماء الفقير والعناصر الغذائية وغيرها الكثير .
- الزراعة الذكية: تطبيق تقنيات ذكية مثل الرى بالتنقيط وتحليل البيانات المرتبطة بالأرض لإدارة أفضل للموارد الطبيعية بغرض تعظيم عائد وفائدة كل قطرة مياه أرض وعشب.
- إدارة المخاطر: إنشاء بنية تحتية فعالة تسمح بإعادة توجيه المساعدات نحو المساعدة العاجلة عند حدوث كوارث طبيعية تؤثر بشدة علي وسائل المعيشة الأساسية للسكان المحليين بما فيه المنتجون الزراعييون منهم.
- التوعية والإرشاد: نشر ثقافة ريادية بين عامة الجمهور حول كيفية التعاطي المثالي لحالات طارئة وبناء قدرتهم الذاتية للاستقلال الاقتصادي شأن الأمرلاقة المختصة بطبيعتها في مجالات التشجير واستصلاح الأراضي الصحراوية وما إليها مما ينفع البشر والحيوان كذلك .
إن تبنى سياسات واستراتيجيات مدروسة مبنية أساساًعلى منظور شمولي للحلول المنشودة يعد ضرورة ملحة لكل الدول مهما تعددت مواردها وقدراتها المالية فذلك يحسن مستوى جودة الحياة للإنسانية جمعاء سواء كان ذاك الإنسان يعيش بالقرب من محيط بحري عميق أو بفلاة صحرائها المترامية الأطراف .