- صاحب المنشور: يحيى العسيري
ملخص النقاش:
في ظل الثورة الرقمية التي اجتاحت العالم، أصبح للتقنية دور محوري في كل مجالات الحياة اليومية، ومن بين هذه المجالات التعليم. هذا التحول التقني غير الطريقة التقليدية للتدريس والتعلم وأثر بشكل كبير على كيفية تفاعل المعلمين مع طلابهم وكيف يتعلم الطلاب. يشير هذا التحول إلى "تحول رقمي" أو "مؤسسة التعلم الإلكتروني"، وهو يوفر فرصا هائلة للمعرفة والتواصل العالمي الفوري. ولكن رغم فوائده العديدة، فإن التكامل التام لهذه الأدوات قد يؤدي أيضا إلى مجموعة جديدة من التحديات.
من ناحية أخرى، توفر التكنولوجيا أدوات مساعدة تعزز التجربة التعليمية وتسهل الوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت. يمكن استخدام البرامج التعليمية المتخصصة لتوفير تجارب تعلم تفاعلية غامرة، مما يسمح للطلاب بتجربة المفاهيم بطرق لم تكن ممكنة سابقا. بالإضافة إلى ذلك، تقدم المنصات التعليمية عبر الإنترنت مثل كورسيرا وموديولا طرقا مرنة ومتاحة لجميع الأعمار للاستمرار في التعلم طوال العمر.
ومع ذلك، هناك عدة مشكلات تنشأ حول الاستخدام الواسع للتكنولوجيا في البيئات التعليمية. واحدة منها هي القلق بشأن المساواة في الوصول؛ حيث لا يستطيع الجميع الحصول على الاتصالات العالية السرعة والحواسيب اللازمة لاستخدام هذه الأدوات بكفاءة. كذلك، يتطلب الاندماج الكامل للنظم الرقمية تغييرات ثقافية كبيرة لدى كلا الطرفين - المعلمين والطلاب - وقد يسبب مقاومة لهذا التغيير عند بعض الأفراد.
وفي مجال الصحة النفسية، هناك مخاوف متزايدة فيما يتعلق باستخدام الأطفال والمراهقين للهواتف الذكية والأجهزة الأخرى ذات الشاشات خلال ساعات الدراسة. فقد أظهرت الدراسات الحديثة ارتباطا محتملًا بين الوقت الذي تقضيه أمام الشاشة والإصابة بالقلق والاكتئاب وضعف المهارات الاجتماعية وغيرها من المشكلات المرتبطة بحالة الجسد والعقل الصحي.
بالإضافة لذلك، تتطلب دمج وسائل التواصل الاجتماعي داخل الفصل الدراسي ضوابط وقواعد تنظيمية دقيقة لمنع الانحراف عن هدف العملية التعليمية الرئيسية وهي تحصيل المعلومة وتحسين الأداء الأكاديمي. يجب النظر بعناية في الآثار المحتملة لأشكال الترفيه الغير متعلقة مباشرة بمحتوى المحاضرات أثناء الحضور الجلسات الدروس الرسمية. إن الجمع الأمثل للأدوات التكنولوجية ضمن النظام التعليمي هو بالتأكيد مهمة حساسة تحتاج لكثيرٍ من التجارب العلمية والدراساته المستقبلية لفهم مدى تأثير تلك التقنيات المختلفة علي المدى الطويل سواء كان ايجابي ام سلبي .
إن الانتقال نحو مجتمع أكثر اعتماداً على التكنولوجيا له جوانب إيجابية وسلبية تستحق المناقشة وجهود البحث العلمي للحصول أفضل حلول مستدامة تضمن استغلال الإمكانيات الهائلة التي تقدمه التكنولوجيا لصالح جميع أفراد المجتمع خاصة قطاع الشباب الذين يعدون بناء المستقبل والقادة المنتظرين لدينا وللعالم .