تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل التعليم: فرص وتحديات

تُعدّ الثورة الرقمية التي شهدها العالم خلال العقود الأخيرة تحولاً جذريًا في العديد من المجالات، ومن بين هذه القطاعات الحيوية قطاع التعليم. يأتي هذا ال

  • صاحب المنشور: كريمة بن الطيب

    ملخص النقاش:
    تُعدّ الثورة الرقمية التي شهدها العالم خلال العقود الأخيرة تحولاً جذريًا في العديد من المجالات، ومن بين هذه القطاعات الحيوية قطاع التعليم. يأتي هذا التحوّل مدفوعًا بتقدم التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي تحديدًا الذي يُعتبر أحد أهم المحركات الأساسية لهذا التغيير الكبير. يهدف هذا المقال إلى استعراض كيف يمكن للذكاء الاصطناعي الاضطلاع بأدوار متنوعة داخل البيئات الأكاديمية وكيف تساهم تلك الأدوار في تشكيل مستقبل العملية التعليمة بطرق جديدة ومبتكرة غير مسبوقة.

من الواضح أنه مع انتشار الإنترنت وأجهزة الكمبيوتر الشخصية، تطور استخدام تكنولوجيا المعلومات بكثافة داخل الغرف الدراسية مما أدى إلى خلق بيئة تعليمية أكثر جاذبية وتعزيز خيارات التعلم الفردي والتفاعل عبر الحدود الجغرافية. إلا أن الاعتماد الحالي ليس كافيا لتحقيق الإمكانات الكاملة لوسائل التواصل الحديث؛ حيث يتطلب الأمر دمج دور ذكي أقوى يتمثل في إنشاء حلول رقمية متطورة تعتمد على تقنيات تعلم الآلة ومعالجة اللغة الطبيعية وغيرها الكثير لتوفير تجارب تعليمية شخصية وشخصنة الدروس بناءً على مستوى التحصيل لدى كل طالب واحتياجاته الخاصة. وفي حين توفر الأنظمة القائمة حاليًا بعض القدرات الذكية، فإن امكاناتها محدودة مقارنة بالمستويات المتوقعة المستقبلية.

الفرص المتاحة أمام منظومة التعليم بفضل الذكاء الصناعي:

  1. التعلم الشخصي: تمكن أنظمة الذكاء الصناعي المعلمين من وضع خطط دراسية مصممة حسب احتياجات الطلاب وقدراتهم المعرفية المختلفة وذلك عبر تقديم توصيات بشأن المواد المناسبة لكل مرحلة عمرية بالإضافة لإعداد اختبارات موجهة خصيصا لهم والتي تساعدهم كذلك على تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية لديهم أيضا وهذا يعمل بالتالي على رفع معدلات نجاحهم وإنجاز أعمال أفضل بمجال تخصصهم لاحقا بعد إنهائهم للحياة الجامعية مثلا .
  1. تحسين الوصول إلى المحتوى: تعد شبكة الانترنت مصدر غني للمعلومات ولكنه قد يحوي محتوى غير صالح أو مضلل وهو ما يشكل تحدياً بالنسبة للأطفال الذين يستخدمونه كمصدر رئيسي للمعارف الجديدة; هنا تأتي وظيفة الروبوتات والحاسبات ذات الذكاء المدمج لدعم عملية الانتقاء النوعي لمصادرهما وتحديد المواقع الأكثر ثقة والملائمه للعمر والأهداف التربويه العامة وبالتالي زيادة جوده المنتج النهائي المقترحة للاستخدام العملي.
  1. **فعالية التدريس المبنية علي البيانات»: تستطيع برمجيات البرقودات تعمل بصنع القرار استناداً إلي بيانات مخزونة سابقه ، فمثلاً بإمكان إدارة المدارس معرفة كيفية الاستجابة لأدائين مختلفين أحدهما جيد والثاني ضعيف ومن ثم إعادة ترتيب جدولة الدروس وفق رغبة المعلّم وطموحات طلابه أيضًا بدون المساس بسير الامور اليوميه المعتاده ضمن المنظومه التعليميه العامه .

التحديات المرتبطة بالدخول الشامل للذكاء الاصطناعي في مجال التعليم :

في الوقت نفسه يوجد جانب آخر لهذه المسأله يعكس المخاطر الناشئه بسبب اعتماد جامحي للنظم الجباره المدفعه بنفسيتها الحره ؛ فعلى سبيل المثال فقد يؤدي اعتماد عدد كبير للغاية من البرامج المصنوعة باستخدام تقنيات الذكاء الصناعي الي وجود تأثير سلبي مباشر علي آليات التشغيل الداخليه للتدريس التقليديه اذ تبدا التكتيكات تتوقف عما كان عليه سابقآ حيت كانت المؤسسات التعليميه تقوم اولا بتكوين اطروحات نظرية عميقة حول قيمة محتوياتها قبل نشرها علانية بينما الآن اصبحت عمليات اختيار المحتويات مبنية اكثر فأكثر علی اساس الربحية والكفاءة العددية وليس مراعاة نوعيتها العلميه كما ينصح بها خبراء الاختصاص ! إضافة لذلك فان هناك هاجس امن معلومات مهم جدًا خاصة فيما يتعلق باحترام خصوصيات الافراد منهم وخصوصا الأطفال وهذه المشكلة تؤثر بالسلب حتى وإن كانت الحكومات والشركات العاملة بهذا المضمار ملتزمة تجاه قوانين مكافحة التجسس الإلكتروني ومع ذلك يظل الخوف قائماً!

#


محفوظ الوادنوني

11 مدونة المشاركات

التعليقات