• صاحب المنشور: علية الزموري
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، ازداد استخدام شباب المجتمع الرقمي لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير. هذه المنصات توفر لهم طريقة للتواصل مع الأصدقاء والعائلة وجذب متابعين جدد واستكشاف اهتمامات جديدة. ولكن إلى جانب الفوائد العديدة، قد تحمل أيضًا تحديات ملحوظة تتعلق بالصحة النفسية. هنا نستعرض بعض الجوانب السلبية وتقديم اقتراحات لحلول محتملة.

يمكن اعتبار الضغط الاجتماعي أحد أكبر المشكلات التي تواجهها الشباب عبر الإنترنت. هناك شعور مستمر بتقييم الذات بناءً على عدد الإعجابات أو التعليقات أو المتابعين. هذا يمكن أن يؤدي إلى قلق مستدام ومخاوف بشأن العرض الذاتي، مما يزيد من الشعور بعدم الكفاءة والقلق الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما يتعرض المستخدمون لأخبار غير واقعية أو معلومات مضللة حول نمط الحياة المثالي الذي قد لا يكون قابلاً للتحقيق، وهذا يمكن أن يخلق مشاعر الوحدة والإحباط.

بالإضافة لذلك، فإن الإنفاق الطويل على وسائل التواصل الاجتماعي مرتبط بانخفاض جودة النوم بسبب التأثيرات الكهرومغناطيسية للأجهزة الإلكترونية قبل النوم مباشرة. كما أنه يعزز الانسحاب الاجتماعي الحقيقي حيث يقضي الأفراد المزيد من الوقت افتراضيا ويتجاهلون العلاقات الشخصية الفعلية.

لحل هذه القضايا، ينبغي علينا تشجيع الوعي الذاتي والتدريب على إدارة الوقت الرقمي بين الشباب. يمكن تقديم دورات تعليمية تركز على فهم الآثار الصحية للإنترنت وكيفية تحديد الحدود المناسبة للاستخدام. كما يجب دعمهم لتطوير مهارات إدارة الضغط والتأمل الذاتي لمواجهة العواطف الصعبة التي قد تصبح أكثر شيوعًا عند مواجهة المواقف الاجتماعية الشائعة عبر الإنترنت.

ومن الجانب الحكومي والدولي أيضاً، هنالك حاجة ماسّة لإصدار قوانين رقابة ذات فعالية أكبر وتجنب المواد المضرة والصحيحة الخاطئة والتي تؤثر بشدة على صحتهم النفسيّة. وبالتالي ، العمل سوياً نحو بيئة رقمية أكثر سلاماً وأماناً سوف يساهم بشكل فعال في تحسين الحالة النفسيَّة للمستخدمين خاصة فئة الشبان منهم الذين هم الأكثر عرضة لهذه التقنيات الجديدة والمذهلين بها .