• صاحب المنشور: مسعود بن عمار
  
  ملخص النقاش:
  في العصر الرقمي الحالي، يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا متزايد الأهمية في تشكيل مستقبل سوق العمل. هذا التحول التكنولوجي الكبير يفتح أبواباً جديدة للفرص والإنجازات ولكنه يجلب أيضًا العديد من التحديات التي تحتاج إلى معالجة عاجلة. يسعى هذا المقال لاستكشاف كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل من حيث خلق فرص عمل جديدة وتطوير مهارات القوى العاملة بالإضافة إلى المخاوف الناجمة عنه مثل فقدان الوظائف والبطالة واسعة النطاق.

الخلق والتطور

بالنسبة لخلق فرص عمل، يعد الذكاء الاصطناعي مجالًا ناشئًا يتطلب مجموعة فريدة ومتخصصة من المهارات. هذه تتضمن البرمجة وبناء نماذج التعلم الآلي وتحليل البيانات ومعرفة العمليات التجارية. الشركات الآن تبحث بنشاط عن محترفين ماهرين في مجالات مثل هندسة الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات لتحقيق الاستفادة القصوى من التقنيات الجديدة. كما أنه يساعد في توفير حلول مبتكرة لمشاكل كانت تعتبر غير قابلة للحل سابقا، مما يؤدي بدوره لإيجاد وظائف جديدة لم يكن لها وجود قبل ظهور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

بالإضافة لذلك، يشجع استخدام الذكاء الاصطناعي على تطوير المهارات الحالية للقوى العاملة الموجودة بالفعل بالسوق العالمي لسوق الأعمال. على سبيل المثال، قد يستخدم الأفراد الذين يعملون بالمجال الطبي تقنية ذكاء اصطناعي لدعم قراراتها الطبية مما يعزز دقة التشخيص ويحسن نتائج العلاج للمرضى بشكل عام. وفي قطاع الخدمات المالية، يمكن لتطبيقات الروبوتات التي تعمل بتقنية التعلم الآلي تقديم خدمات شخصية عالية الجودة تساعد العملاء بدرجة أكبر بكثير مقارنة بالقنوات التقليدية ذات الرد الآلي.

التهديدات والتحديات

على الرغم من الفوائد الواضحة المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي، إلا أنها ليست خالية تماماً من المشاكل المحتملة المتعلقة بسوق العمل. أحد أكثر المواضيع إثارة للقلق هو احتمال حدوث تسريح جماعي لوظائف بسبب أتمتة بعض الوظائف التي تتم حاليا يدويا بواسطة البشر. وقد تؤثر هذه العملية بشدة على قطاعات الصناعة المصنعة ومراكز الاتصال وغيرها الكثير والتي غالبا ماتكون موطن لأعداد كبيرة من الموظفين المنخفض المهارات نسبياً.

وبالإضافة للأعمال المنافسة مباشرة، فإن هناك أيضا خطر تناقص الطلب على المهارات الأساسية نتيجة للتغيير الثقافي داخل مكان العمل. فالأدوار الإدارية ومن وراء الكواليس ستحتاج بالتأكيد لصلاحيات أعلى وإتقانا أعظم للمهام المعقدة بينما تصبح المهمات اليومية الأكثر روتينوية أقل حاجة للإنسان البشري الذي سيحل محلّه جهاز آليا قادر على أدائها بإنتاجية أعلى وكفاءة أكبر.

التوصيات المستقبلية

لتخفيف حدة التأثيرات السلبية للذكاء الاصطناعي على سوق العمل، نحتاج لاتخاذ خطوات استراتيجية جريئة شاملة تغطي جميع جوانب الموضوع المعني:

• الدورات التدريبية والتأهيل المتخصص: ينبغي وضع سياسات واضحة للاستثمار الحكومي والدولي والمؤسسات الخاصة لأغراض تدريب عمالتها الحالية والحاضرة بغرض تحويل مهارات الفريق نحو المجالات الرئيسية المنشودة عالميًا كالذكاء الاصطناعي وعلم المعلومات وأنظمة إدارة البيانات الضخمة؛ وهي ميادين مطلوبة بشكل ملحوظ بين مجتمع شركات القطاع الخاص المحلية والعالمية.

• السياسات الاجتماعية: إن تطبيق ضوابط قانونية وآليات رقابية فعّاله حول طريقة ادراج تقنيات الروبوتات والألات الأخرى بدلاً من الناس له أهميته بمواجهة قضيتَي البطالة والفجوة الطبقية المنتشرة مؤخراً بسرعة رهيبة وسط المجتمع المدني الحديث وما يصاحب هذة الظاهرة من آثار اجتماعية اقتصادية نفسية أخرى محاولتنا مقاومتها برؤية شموليه مبنية علي فهم عميق لحقيقة الواقع وليس مجرد رد فعل ارتجالي عليه!

• البحث العلمي والتطوير: دفع البحوث الأكاديمية والصناعية المتعددة الجوانب عبر تمويل مشاريع بحث علمي بحث شامل لفهم تأثيرات ذكاء الانسان الصنع ليساعد بذلك