• صاحب المنشور: نذير الصديقي
  
  ملخص النقاش:
  

  شهد العالم العربي تحولا ملحوظا نحو اقتصاد رقمي متنامي خلال السنوات الأخيرة، مما أدى إلى ظهور فرص عمل جديدة ومواجهة تحديات فريدة. يُعتبر هذا التحول نتيجة طبيعية لثورة التكنولوجيا والتحول الرقمي التي أثرت على جميع الصناعات تقريبا. ومع ذلك، فإن هذه الديناميكية الجديدة تتطلب فهمًا عميقًا للتوجهات الحالية والمستقبلية لسوق العمل الرقمي العربي.

التحديات الرئيسية

• نقص المهارات التقنية: يبرز نقص الكفاءات المتخصصة في مجالات كالأمن السيبراني، الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة وغيرها كتحدٍ كبير أمام الشركات العربية العاملة في القطاع الرقمي. يؤدي هذا الوضع غالبًا إلى الاعتماد الخارجي للموارد البشرية المؤهلة، والذي قد يعرض الاستقرار الوظيفي للخطر.
• عدم توافق المناهج الأكاديمية مع احتياجات السوق: هناك فجوة واضحة بين المهارات التي يتم تعليمها في الجامعات والمعاهد العليا وما تحتاجه الشركات بالفعل. وهذا الفارق يمكن أن يخلق خريجين غير مستعدين تماماً لدخول القوى العاملة مباشرة بعد الانتهاء من دراستهم.
• الجندر والتفاوت الاجتماعي: رغم الزيادة الواضحة في مشاركة النساء في مجال تكنولوجيا المعلومات، إلا أنه مازالت هنالك عقبات مجتمعية وثقافية تؤثر على نوع الجنس عند الاختيار لأدوار وظيفية محددة ضمن قطاع الأعمال الافتراضي.

التوقعات المستقبلية

1. زيادة الطلب على مهارات خاصة بالذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية: تشير الدراسات الحديثة إلى تزايد طلب المؤسسات والشركات على خبراء متخصصين في المجالات ذات الصلة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي والحلول المبنية حول الخدمات السحابية.
2. نمو أعمال التجارة الإلكترونية وانتشار الأنظمة الناشئة: ستكون هناك حاجة كبيرة لمطورين وفنيين يدعمون المنصات التجارية عبر الأنترنت وأنظمتها المختلفة بالإضافة لتطبيق البرمجيات الخاصة بها والتي تشمل إدارة المخزون والسجلات المالية والإحصائيات التسويقية.
3. تركيز أكبر على التدريب المستمر وإعادة تأهيل العمالة المحلية: كثيرٌ ممن يعملون حالياً في قطاعات أخرى قد يتجهون للإطلاع أكثر على علوم حديثة مثل الأمن السيبراني أو هندسة برمجة الروبوتات، وبالتالي سوف تغدو مؤهلات مثل شهادات CCNA وشهادات PMP مطلوبة بكثافة بأعداد أكثر مقارنة بنوعيتها الحاليّة.

هذه بعض جوانب نقاش شامل حول واقع وآفاق سوق العمل الرقمي داخل البلدان العربية. إن التعاطي الإيجابي لهذه الظروف والاستعداد لها سيضع المنطقة العربية بموقع أفضل لتحقيق نمو قُطاعي ثابت وقابل للاستدامة.