- صاحب المنشور: دوجة المهنا
ملخص النقاش:في العصر الرقمي الحالي، أثرت تقنيات الاتصال والإعلام الجديدة بقوة على كيفيات وتوقيت التفاعل داخل مجتمعنا. هذه الوسائل التي تتضمن وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت والبرامج التلفزيونية عبر الإنترنت وغيرها، قد غيرت الطريقة التي نتواصل بها، نستهلك الأخبار والأفكار الجديدة، وكيف نحافظ على علاقاتنا الاجتماعية. هذا التحول ليس مجرد تحول تكنولوجي ولكنه أيضا يمثل تغيرا ثقافيا واجتماعيا عميقا.
بالطبع، هناك العديد من الفوائد المرتبطة بهذا التحول. فوسائل الإعلام الجديدة توفر لنا فرصا أكبر للتعبير الحر والديمقراطية المعلوماتية. يمكن للأفراد الآن الوصول إلى كم هائل من المحتوى والمشاركة فيه بنشاط أكبر بكثير مما كان ممكنًا في الماضي. بالإضافة إلى ذلك، فإن وسائل التواصل الاجتماعي تسمح للناس بالتواصل مع الآخرين الذين يتشاركون نفس الاهتمامات أو الخبرات، بغض النظر عن موقعهم الجغرافي. وهذا قد يؤدي إلى خلق شعور بالانتماء العالمي للمجتمع الصغير.
ومع ذلك، كما هو الحال مع كل شيء آخر في الحياة، تأتي هذه المكاسب مع تحديات كبيرة أيضًا. أحد أهم القضايا هو مشكلة "البابلز" (bubbles) حيث يتم تغذية الناس بالمحتوى الذي يتوافق مع معتقداتهم الحالية، مما يعزز الانقسام السياسي والاجتماعي ويقلل من قدرتهم على فهم وجهات نظر مختلفة.
إضافة لذلك، أدى الاعتماد المتزايد على الأجهزة الإلكترونية إلى تغيير طريقة تفكيرنا واستيعابنا للمعلومات بطرق ربما لم يكن ممكناً قبل ظهور التقنية الحديثة. أصبح الكثيرون أكثر انشغالاً بتقديم صورة مثالية لأنفسهم عبر الإنترنت، بدلاً من التركيز على العلاقات الشخصية والعيش اللحظة الحقيقية.
وفي النهاية، يبقى دور الإعلام الجديد كأداة قوية وخادمة للغرض عند استخدامها بحكمة. ينبغي تشجيع تعزيز التعليم حول كيفية التعامل الآمن والحذر مع هذه الأدوات لتجنب السلبيات وتعظيم الإيجابيات.