- صاحب المنشور: سيدرا اليعقوبي
ملخص النقاش:
بدأ النقاش بين عدة مشاركين حول نهج جديد في التعليم، يركز على الثقافة التعليمية وليس فقط الأنظمة. وفقاً لموضوع النقاش الأصلي، فإن التغير الحقيقي المنشود يتعدّى مجرد تحديث الأنظومة، ويتطلب تغيراً شاملاً في طريقة نظرنا للتعلم. يشدد المتحدثون على الحاجة الملحة لنشر ثقافة تعترف بأن التعليم ليس مجرد طريق للحصول على درجات عالية، وإنما هو رحلة بحث مستمرة ومتجددة للمعرفة.
أشار ميلا بن زيدان إلى أن التحولات الثقافية ضرورية، وينبغي توجيه الأولوية نحو العمليات التعليمية عوضا عن النتائج المؤقتة. هذا النهج الجديد سيركز على تشجيع الرغبة الجامحة في معرفة واكتساب مهارات جديدة وتعزيز العمل الجماعي والإبداع. وأكد أيضاً على أهمية توفير بيئة تتيح للطلاب حرية التفكير واستقلاليته.
ورد عليه الريفي البرغوثي بالتعبير عن موافقته الكاملة لهذه الفكرة. بالنسبة له أيضًا، التركيز الحالي للأداء الأكاديمي والثقافة العامة يحجب حس الفضول والاستكشاف الطبيعية لدى الطلاب. دعا إلى بيئة تعلم تكون عبارة عن مغامرة مفتوحة وخالية من الحدود تتسع لكل الأفكار الجديدة بغض النظر عن حجم المساهمة الصغير منها والكبير.
ثم انضم علا البركاني لهذا الجدال مدافعًا بشدة عن نفس الرؤية. قال إنه ينبغي الاعتراف بالعملية التعليمية كامرأة عجوز دائمة الشباب والتي تحتاج دوماً لتغذيتها بمزيد من العلم والاستكشاف الذاتي. وفي النهاية يتم التأكيد مجددًا بأن هدف التعليم الحق هو تنمية ذات الإنسان خلال كافة أدوار حياته المختلفة.
في نفس السياق أعرب نور الدين السيوطي عن تأييده لشرح الأمور الأساسية المطروحة هنا قائلا أنه بمجرد قبول المجتمع لفكرة البحث مدى الحياة كتفرّد ثابت للعقل البشري سوف تصبح المؤسسات التعليمية أماكن أكثر متعة ولافتة للشباب الراغبين في توسيع مداركهم ومعارفهم الشخصية. كما اقترح وضع منهج دراسي قادر على جذب انتباه ومشاركة الطالب داخل الفصل الدراسي مما يدفع رغبته الداخلية لاستكشاف المزيد خارج حدود الكتاب المدرسي التقليدية.
وأخيراً شاركت هديل بن عمر بإضافة جانب آخر للنقد حين تساءلت عن كيفية الوصول بهذه الخطة الجيدة لحقيقة واقعة بينما مازالت هناك قواعد جامدة ترتبط بالمناهج والبرامج المعتمدة حاليا كمؤشرات نجاح للمراحل الدراسية المختلفة وكيف يمكن تعديل عقليات المعلِّمين حتى يستطيعوا إدارة مثل هذه الفصول المثيرة للاهتمام والفائدة بصرف النظرعن الانظمة المرتبطة بتحصيل علاماته وجودته العام .
بشكل عام, تؤكد جميع الآراء المطروحة على ضرورة اتخاذ موقف جريء نحو تبني منظور مختلف تجاه التعليم يعمل على تحويله من منافسة قصيرة الأجل لاختبار واحد فقط الى منظومة معتقدات وعادات ثقافية دائمة تتمثل فى تقدير رحلات المعرفة المستمرة عبر طول العمر وبالتالي فان ماتنشئه هذه النظرية الحديثة سيكون جيلا قادرا على حل مشاكل العالم بكفاءة أكبر بسبب قوة ذكائه وفطنته.