- صاحب المنشور: أريج البوعناني
ملخص النقاش:في العصر الرقمي الحالي، تزايدت شعبية القراءة الإلكترونية بسرعة هائلة. مع ظهور الأجهزة الذكية والتابلت والكتب الإلكترونية التي يمكن تحميلها على هذه الأجهزة، أصبح بإمكاننا الوصول إلى كتبة لا تعد ولا تحصى بأطنان أقل بكثير مما نجده في مكتبات الكتب التقليدية. هذا التحول يفتح أبواباً جديدة للقراء الذين يستطيعون الآن حمل مجموعات كبيرة من الكتب في جيوبهم، ولكن هل يشكل ذلك خطراً حقيقياً على الكتاب المطبوع "التقليدي" الذي عرفناه لقرون طويلة؟
أوجه الفائدة والتحديات
من المؤكد أن القراءة الإلكترونية تحمل العديد من الجوانب الإيجابية. توفر التكلفة المنخفضة للكتب الإلكترونية فرصة ممتازة لكل محبي القراءة للاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأعمال الأدبية دون الحاجة لتخصيص الأموال الكبيرة لشراء نسخ مادية. بالإضافة لذلك، تسمح لنا تقنية OCR بالتحويل الرقمي للمواد المكتوبة يدوياً أو القديمة، مما يحافظ عليها ويجعلها متاحة لأجيال قادمة. كما تُتيح خاصية البحث داخل النص سهولة الاسترجاع والاستشهاد بالأجزاء الرئيسية من كتاب كبير.
مع ذلك، هناك بعض الاعتبارات الجديرة بالملاحظة. قد يعاني البعض من مشاكل بصريّة مرتبطة باستعمال الشاشات لفترة طويلَة، وهو أمر غير موجود عند التعامل مع الصفحات الورقية. كذلك، غياب التجربة الحسية المرتبطة بتلمس ورق الكتاب وتعطره وحتى صوت فتح وإغلاق صفحاته قد يفوت الكثيرين شيئًا ذو قيمة معنوية بالنسبة لهم. علاوة على ذلك، فإن قضية الملكية الرقمية والأمان لها دور مهم أيضاً؛ فالكثير من الأشخاص يسعون للحفاظ على نسخة مادية لأنفسهم كاحتياطي ضد فقدان البيانات الرقمية.
ثورة الثقافة الأدبية
رغم كل الاختلافات بين النمطين، يبدو أنه لن يتحقق أي نوعٍ منهما بالقضاء على الآخر تماما. إذ ينظر العديد من الخبراء إلى هذه الظاهرة باعتبارها جزءً طبيعيّاً من عملية التطور المستمرة والثابتة للأفكار والنظم الاجتماعية عبر التاريخ البشري. ربما سيصبح شكل القراءة أكثر تنوعًا واستيعاباً لهذه الروائح الجديدة والمستجدات المتكررة. الأمر هنا ليس حول الانتصار الواحد للعالم الدigital ولكنه ببساطة تحديثٌ للنظام القديم بطرق تتلاءم مع احتياجات الزمن الحديث.
في نهاية الأمر، الطريقة الأكثر فعالية للاستمتاع بقراءة أفضل نصوص الأدب ستكون خيار شخصي للغاية لكلا الجانبين - سواء كان الكتاب المقروء رقميًا أو طباعيّا - حيث يجتمع فيه الراحة والإبداع والعاطفة الجميلة للتفاعل الإنساني الأصيل مع الفن الأصيل أيضًا.