- صاحب المنشور: عبد البر بن شماس
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهدت العديد من المدن الكبرى حول العالم تحولات كبيرة نتيجة للتطورات التكنولوجية. هذه التحولات شملت مختلف جوانب الحياة اليومية بما فيها البنية التحتية للنقل والمواصلات. واحدة من أهم القضايا التي أثارتها هذه التحولات هي تأثير التكنولوجيا على السلامة المرورية. سنستعرض هنا بعض الدراسات الحالات المختلفة وكيف أثرت التقنيات الحديثة على الأمان على الطرق في المدن الكبيرة.
استخدام تقنيات الانترنت الأشياء (IoT) وأنظمة الذكاء الاصطناعي
أصبحت مدن مثل دبي ولندن رائدة في تطبيق تقنيات الإنترنت للأشياء والذكاء الاصطناعي لتحسين حركة المرور والأمن المروري. نظام "دبي الذكي" يتضمن كاميرات ذكية تراقب مستويات الازدحام وتوجيه المركبات عبر المسارات الأكثر كفاءة، مما يقلل من الوقت الذي يقضيه السائقون في حالة انتظار أو ثبات غير ضروري. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم النظام بيانات مباشرة لتوقع أماكن وقوع حوادث محتملة واتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنعها.
التأثير الاجتماعي للسيارات الذاتية القيادة
على الرغم من أن السيارات الذاتية القيادة لم تصبح جزءاً أساسياً من مشهد المدينة حتى الآن، إلا أنها تحمل وعدا هائلاً بتحسين سلامة الطريق إذا تم تطويرها واستخدامها بطريقة آمنة وموثوق بها. وفقا لدراسة أجرتها شركة هيرتز إنترناشيونال، فإن السيارات ذاتية القيادة يمكن أن تحد من نسبة الوفيات الناجمة عن حوادث السيارات بنسبة تصل إلى 90%. ولكن هناك أيضا مخاوف بشأن خصوصية البيانات وكيفية تعامل البشر مع هذا النوع الجديد من وسائل النقل.
تأثيرات مشاركة الدراجات الهوائية ووسائل النقل العام الرقمية
مع انتشار خدمات مثل Lime وBird وغيرها من مقدمي خدمة مشاركة الدراجات الكهربائية، زادت شعبية التنقل باستخدام الدراجة الهوائية بشكل ملحوظ في المدن العالمية. وقد أدى هذا الزيادة إلى زيادة المخاطر المحتملة بسبب عدم ارتداء الخوذات المناسبة والاستخدام غير الآمن للدراجات الإلكترونية خاصة خلال ساعات الليل حيث قد تكون رؤية المستخدمين الآخرين محدودة. كما تساهم نظم الدفع الإلكترونية والتطبيقات الخاصة بوسائل النقل العامة في تشجيع الناس لاستخدام هذه الوسائل لكنها تحتاج إلى تنظيم جيد لضمان الاستخدام الصحيح لها.
دور التعليم والتوعية العامة
رغم كل التطورات التكنولوجية المتاحة حاليا، تبقى عوامل أخرى مهمة للحفاظ على سلامة الطرق وهي التدريب والتعليم المجتمعي. فالتوعية بأهمية ارتداء أحزمة الأمان وضبط السرعات والقوانين الأخرى المرتبطة بالسلوك المروري تعد أمورا بالغة الأهمية والتي تستمر في لعب دور رئيسي جنبا إلى جنب مع الحلول التكنولوجية الجديدة.
وفي النهاية، فإن الجمع بين التقنيات المتقدمة وبرامج تثقيف الأفراد سيدعم الجهود المبذولة نحو جعل طرقينا أكثر أمانًا واستدامة للمدن المستقبلية.