- صاحب المنشور: دانية بن جلون
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولا كبيرا نحو الاقتصاد الرقمي الذي بدأ يؤثر بشكل عميق على مختلف القطاعات الاقتصادية. واحد من هذه القطاعات التي تأثرت بشدة هو القطاع الزراعي. هذا التحول الرقمي يوفر فرصا كبيرة للابتكار والاستدامة ولكنه أيضا يخلق تحديات غير مسبوقة للعاملين في هذا القطاع.
التحديات التي تواجهها القوى العاملة في قطاع الزراعة مع التحول الرقمي:
- تغييرات مهنية: يتطلب التحول الرقمي معرفة متخصصة بالتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والأتمتة. قد يكون هذا الأمر صعبا بالنسبة لكثير من العاملين الذين ليس لديهم الخبرة التقنية اللازمة.
- خسارة الوظائف: بينما يمكن للتكنولوجيا زيادة الكفاءة والإنتاجية، فإنها أيضا قد تؤدي إلى تقليل الحاجة لبعض الأعمال اليدوية التقليدية، مما يعرض بعض الوظائف للخطر.
- التدريب المستمر: تحتاج العمالة في قطاع الزراعة إلى مواصلة التعلم والتكيف باستمرار مع الأتمتة المتزايدة. وهذا يعني توفير موارد التدريب المناسبة لهم.
- الأمان الوظيفي: هناك مخاوف بشأن الاستقرار الوظيفي حيث يمكن لأصحاب العمل استخدام التكنولوجيا لتقليص عدد الموظفين أو تعيين موظفين ذوي خبرة أقل وبأجر أقل.
- الوصول إلى التكنولوجيا: ليست كل المناطق الريفية لها نفس مستوى الوصول إلى الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات الأخرى، وهو أمر ضروري للاستفادة الكاملة من الفوائد الرقمية.
الآفاق الجديدة التي يفتحها التحول الرقمي أمام العمال في القطاع الزراعي:
- زيادة الإنتاجية والكفاءة: التكنولوجيا تسمح بإدارة أفضل للموارد وتحسين الجودة وجودة المنتج النهائي، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة الدخل للأعمال الصغيرة ومزارعين الأفراد.
- فرص عمل جديدة: تولد الصناعة الرقمية وظائف جديدة تتعلق بأنظمة إدارة البيانات والبرمجيات وهندسة البرامج وغيرها الكثير والتي قد تكون ذات قيمة عالية بالعائد المرتفع.
- استدامة البيئة: تقدم الحلول الرقمية طرقًا أكثر استدامة لإدارة المياه والمحاصيل، بالإضافة إلى المساعدة في الحد من الانبعاثات الغازية الضارة.
- تحسين الأمن الغذائي: من خلال جمع البيانات واستخدامها بشكل فعال، يمكن تحقيق تقدّم كبير في تحديد احتياجات المجتمع المحلي وتلبية الطلب على المنتجات الغذائية محليا وعالمياً بأكثر الطرق فعالية واقتصاداً ممكنة.
- مشاركة المعرفة: توفر الوسائل الرقمية فرصة أكبر لتبادل التجارب والمعارف بين المزارعين عبر الحدود والجنسيات المختلفة، مما يدعم تطوير الأسواق العالمية ويوسع الفرص التجارية المعتمدة على التجارة الإلكترونية مثلاً.
إن القضية الرئيسية هنا هي كيفية جعل عملية الانتقال أكثر عدلا وأقل اضطراباً للأشخاص الذين يعملون حاليًا في مجال زراعة الأرض بطريقة تقليدية؛ وذلك بتوفير دورات تدريبية مناسبة ومرافق إنترنت واسعة النطاق ومتاحة للجميع داخل المناطق الريفية حتى يتمكنوا جميعاً من استغلال الجانب الإيجابي لهذه الثورة الرقمية بالتوازي مع جهود حماية حقوقهم الاجتماعية والقانونية أثناء تلك الفترة التحويلية الهامة والمفصلية في تاريخ البشرية الحديث!