- صاحب المنشور: سيدرا بن زيدان
ملخص النقاش:
بدأ نقاشٌ واسع حول قضية الهجرة عبر الإنترنت، مستنداً إلى مدونة كتبها المُبدعة "سيدة رادا بن زيدان"، والتي تصور فيها هجرة البشر كجريمة ضد القيم الإنسانية. العديد من المشاركين شاركو بأرائهم وآرائهم المضادة في التعليق التالي.
على سبيل المثال, ذكرت "ضحى البوعزاوي": "إن القرار بمغادرة الأرض الأم يأتي غالبًا بسبب ظروف حياتية قاسية مثل الفقر والحرب. الهجرة ليست مجرد انتقال جسدي، بل هي أيضا اختبار عميق لحماية حقوق الإنسان وكرامته." ثم تطرق لتلك العقبات التي تواجهها المنظومة الدولية الحالية في معالجة مشاكل نزوح السكان وضمان حصول جميع الأفراد على حقهم الطبيعي في الحياة المجيدة داخل وطنه الأصل.
أما "فضيلة التازي"، فقد أعربت عن خلاف جزئي مع الرأي السابق موضحة بأن "الدولة تستحق الجزء الأكبر من المسؤولية كونها مسؤولة عن تأمين احتياجات شعبها وفرص العمل لهم لتحقيق مستوى معيشي كريم. العالم اليوم مطالب بتحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية حتى نتجنب ازدياد حالات الهجرة".
وفي ذات الوقت، لمس "عزيز بن خليل" أن تسمية الهجرة بالخيانه للقيم الانسانيه ربما يقع ضمن اطار المبالغة الزائدة. مؤكداً بأن الدول هي الجهة الأكثر مسؤولية عن تعزيز رفاهية مواطنيها. وبالتالي شدد على أهمية استهداف بناء نظام عالمي أكثر عدل وعقلانية فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان عوض حمل الأفراد مسؤوليات أبعد مما يجب عليهم القيام به.
من جهتها، اقترحت "اعتدال بناني" أن الفشل الذريع للسياسات الحكومية في تخفيف حاجات الشعب الاساسية يساهم في توجيه الاتهام للشباب لمجرد سعيه للعيش الكريم خارج الحدود الوطنية. وفي المقابل, قدمت رؤية جديدة مفادها أنها ترى الحاجة الملحة لبناء منظومة دولية تهتم بالتوزيع الاقتصادي والاجتماعي الواسع النطاق وذلك تفادياً للتحولات الدائمة للسكان.
بعد ذلك ، طرحت "راضية الجنابي" وجهة نظر مثيرة للنقاش إذ قالت:" إن الظروف الاجتماعية والسياسية التي تجبر الأشخاص على مغادرة موطنهم الاصلي تعتبر نوعا ما خطيئة لأن هذه الظروف نفسها هي السبب المؤكد الذي دفع بهم لذلك . ولابد لنا من مساءلة الجهات المتحكمة بها وليس الافراد الذين فرضوا عليّ اختيار البدائل القسرية ". أما "عبد الله بنانى", فأشار الى ان الخطأ هنا تكمن في التركيز المفرط على التصرف الشخصي وقد يغفل ذلك الجانبالأكثر اهمية ويتمثل فى الاعتماد الخاطئ على النظام السياسى والعلاقات الدولية وعدم قدرتها حاليا على توفير جو امن واستقرار داخلى يلغي الطموح لدى البعض لإيجاد مكان جديد للإقامة بعيدا عن اماكن ميلاده الاولى . وينهي مقاله قائلاً :"وتذكروا دائماً انه بينما نسعى لتحسين وضع الافراد والمعوقات الموجودة امامهم , علينا ايضا إعادة النظر في كيفية عمل مؤسسات الحكم العالمية بشكل عام ."
هذه بعض نقاط وملاحظات رئيسية تمخض عنها نقاشmoderator الرئيسي والذي تناول موضوع حساس للغاية مرتبط بالسلوك البشري وقدرتنا كمجتمع بشري على دعم واحتضان افراد مجتمعينا المتضررین خلال أصعب فترات حياتهم .