- صاحب المنشور: شوقي النجاري
ملخص النقاش:يسلط هذا المقال الضوء على دور التعليم العالي في المجتمع المسلم وكيف يمكن لهذه المؤسسات الأكاديمية أن تلعب دوراً حاسماً في تحقيق التنمية المستدامة والصحة العامة. يواجه نظام التعليم العالي في العالم الإسلامي العديد من التحديات التي تتطلب اهتماماً خاصاً، منها نقص التمويل، عدم كفاية البنية التحتية، وقلة الأبحاث العلمية المتعلقة بالقضايا المحلية والإقليمية. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة ملحة لزيادة الوعي حول أهمية البحث العلمي والتكنولوجيا الحديثة بين الطلاب والمجتمع ككل.
مع تزايد عدد السكان الشباب في البلدان الإسلامية، فإن زيادة الوصول إلى تعليم عالي الجودة أمر ضروري لتحقيق التطور الاقتصادي والثقافي. يتعين على الجامعات والمعاهد الأخرى داخل المنطقة العربية وغيرها من الدول ذات الغالبية المسلمة العمل بشكل وثيق مع الحكومات والشركات الخاصة لدعم وتعزيز بيئة أكاديمية محفزة للإبداع والابتكار. إن بناء شراكات دولية واستقدام الخبرات العالمية ستساعد أيضاً في رفع مستوى جودة التدريس والأبحاث.
التعليم القيم وأهميته
لا ينفصل التعليم العالي في الثقافة الإسلامية عمّا هو أكثر من مجرد دراسة مهارات متخصصة أو معرفة عامة؛ فهو يشمل غرس قيم أخلاقية وإنسانية تساهم في بناء مجتمع أفضل ومتماسك اجتماعياً وروحياً. تحمل هذه القيم مثل العدالة الاجتماعية، الاحترام المتبادل، الفضول المعرفي، المسؤولية الشخصية، والتسامح الديني رسائل عميقة للمستقبل المهني وطرق التعامل الحضاري المنشودة لأفراد هذا المجتمع الدينامي.
التحول الرقمي: فرصة أم تهديد؟
يشهد قطاع التعليم العالي تحولا رقميا هائلا يتضمن استخدام تكنولوجيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، الواقع المعزز/الافتراضي، التعلم الإلكتروني وغيرها. بينما توفر هذه التقنيات فرصًا كبيرة لتوسيع نطاق الوصول وتحسين الكفاءة، إلا أنها قد تخلق أيضًا تحديات مرتبطة بالحفاظ على سلامة البيانات وضمان استمرار تكافؤ الفرص للجميع بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي أو الاقتصادي. لذلك، أصبح الأمر أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى بأن يتم تصميم سياسات واضحة ومتوافقة مع الأخلاق الإسلامية للحفاظ على هويتهم الثقافية وهيكلهم الاجتماعي أثناء اعتمادهم لهذا النوع الجديد من المناهج الدراسية المعتمدة بشدة على وسائل الاتصال الناشئة.
الدور القيادي للعرب وإفريقيا Moors
على الرغم مما مر به العالم العربي والإسلامي من مراحل تاريخية مميزة خلال فترة الإمبراطوريات Moorish حيث برزت مساهماته الأساسية عبر تأثيراته الفلكية والفلسفية والعلمية الواضحة حتى يومنا الحالي ، يبقى أمام طلاب اليوم مهمة إعادة تأكيد مكانتهم الريادية عالميًا مرة أخرى وذلك بالتركيز بقوة أكبر نحو مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة والحفاظ البيئي والحلول العملية للأزمات الصحية العالمية بما يحقق مصالح الإنسانية جمعاء وليس الأقليات المنتجة لها فحسب .