- صاحب المنشور: حنان النجاري
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي الذي اتسم بالتحولات التكنولوجية المتسارعة، أصبح العمل عن بعد خياراً شائعاً متاحا لعدد أكبر من الأشخاص. هذا التحول ليس مجرد تغيير في موقع مكان العمل؛ بل هو تحويل جذري للأسلوب التقليدي للممارسات العملية. سنستعرض هنا التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية لهذه الظاهرة مع التركيز على الدول العربية.
التأثير الاجتماعي
- العلاقات الشخصية: يعمل العديد من العاملين عن بعد من المنزل مما يعزز تفاعلاتهم الأسرية ويمنحهم المزيد من الوقت لأحبائهم. كما يمكن أن يؤدي إلى زيادة التواصل الروحي والإجتماعي ضمن المجتمع المحلي حيث يقضي الأفراد وقتًا أقل في التنقلات الطويلة اليومية. ولكن، قد يتسبب أيضًا في الشعور بالعزلة أو الضياع للحميمية إذا لم يكن هناك توازن جيد بين الحياة العملية والشخصية.
- الصحة النفسية: توفر بيئة العمل المرنة فرصة لتحقيق أفضل توازن حياة/عمل بالنسبة لكثيرين. إلا أنها قد تتسبب أيضا بالإرهاق بسبب الافتقار للحواجز الجسدية بين الحياة الشخصية والمهنية والتي كانت قائمة عندما كان الشخص خارج منزله خلال ساعات العمل الرسمية.
- الاحتفاظ بالموظفين وتعزيز الإنتاجية: بإمكان الشركات التي تدعم سياسات العمل عن بعد جذب موظفين يتمتعون بمزيدٍ من الاستقرار الوظيفي والحماس تجاه عملهم لأن لديهم القدرة على تحقيق نوع أعلى من الراحة والتوازن بحسب رغباتهم الخاصة. كما تشير الدراسات إلى احتمالية ارتفاع إنتاجية بعض القوى العاملة عند منحها حرية اختيار أماكن وأوقات عملها.
التأثير الاقتصادي
- توفير تكلفة العمالة: للشركات فوائد اقتصادية واضحة عبر تقليل نفقاتها المرتبطة بالحفاظ على مساحة مكتبية كبيرة ومعداته بالإضافة لتكاليف دعم الخدمات العامة والرعاية الصحية والمواصلات والمرافق الأخرى اللازمة لوظائف داخل الشركة داخل المدينة الرئيسية.
- زيادة فرص العمل: يوسّع سوق العمل العالمي ويتيح الفرصة لموظفين أكثر للاستفادة منه خاصة النساء والعاطلين عن العمل الذين كانوا سابقًا غير قادرين على الوصول إليه نتيجة قيود الموقع الجغرافي وظروف الأسرة وغيرها.
- التحول نحو الرقمية: دفع ظهور نموذج الأعمال هذا الكثير من المؤسسات للمبادرة بتبني تكنولوجيا رقمية جديدة وتحسين البرامج الحاسوبية وبروتوكولات الاتصالات لتلبية احتياجات التحول نحو عالم موزع جغرافياً.
- تأثير البطالة: بينما يوفر العمل عن بعد فرص عمل جديدة، فهو أيضاً يخلق مشاكل بطالة محتملة لفئات محددة مثل الفنادق والمطاعم ومراكز التسوق وغير ذلك مما تعتمد عائداتها جزئيًا علي حركة مرور الناس أثناء وجبات الغذاء والوجبات الخفيفة والاستراحات واستراحة الغداء وماشابه تلك الأمثلة الصغيرة للعادات اليومية المشتركة حالياً لدى معظم أفراد الطبقة العاملة المنتظمة. وعلى الرغم من كون هذه الآثار مخيفة، فإن الأمر كله يدفع لإعادة النظر بأساليب إدارة المؤسسات التجارية والصناعية الحالية وإعادة تشكيل نماذج التصرف المستقبلية لها إنطلاقا بذلك نحو مستويات جديده تمامًا من الكفاءة الذاتيه والكفاءة التشغيليه .
وفي الختام، شهد العالم العربي مؤخراً اهتمام متزايد بهذا الاتجاه الجديد لعصرنا الحديث وهو أمر يشكل نقلة هامة تعكس مدى قدرته على مواكبة تطورات الثورة الصناعية الرابعه وتجاوز أي تحديات جغرافيه وثقافية واجتماعيه تراكميه ممكن وجودها سابقا أمام كل فرد عاملا وشركة رأس المال الخاص بها .