• صاحب المنشور: سليم بن سليمان
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، أصبح تأثير تغير المناخ أكثر وضوحاً وأكثر طوارئ. هذا التحول يتعدى مجرد ارتفاع درجات الحرارة؛ إنه يشمل الكوارث الطبيعية المتكررة، انخفاض مستويات المياه الجوفية، وتضاؤل الغطاء النباتي بسبب الجفاف. هذه الأحداث ليست غير مسبوقة فحسب، بل إنها تزداد حدتها بوتيرة مثيرة للقلق.

**التحديات الرئيسية**

1. ارتفاع مستوى سطح البحر: مع ذوبان القمم الجليدية القطبية بسرعة أكبر مما هو متوقع، يرتفع مستوى مياه البحار والمحيطات. هذا الارتفاع يمكن أن يؤدي إلى غمر المناطق المنخفضة والساحلية، مما يجبر ملايين الأشخاص على الرحيل بحثا عن أرض أعلى.

1. نقص توافر المياه: رغم كون الأرض مغطاة بالمياه بنسبة كبيرة جدا، فإن كمية المياه الصالحة للشرب محدودة للغاية. يُقدر أن حوالي 78% من العالم يعاني من نوع من أنواع ندرة المياه. وقد تفاقمت هذه المشكلة بسبب التغيرات المناخية التي أثرت على دورة المياه ودفعت بكثير منها نحو التصحر أو الفيضانات المدمرة.

1. تغير الزراعة والغذاء: تأثيرات تغير المناخ واضحة أيضا في قطاع الزراعة. الأمطار الغزيرة المفاجئة والجفاف الطويل قد أديا إلى تقليل المحاصيل الغذائية حول العالم. كما أنها تؤثر على جودة التربة وقابلية استخدامها للأغذية المستقبلية.

1. تأثير الصحة العامة: يمكن لتغيرات المناخ أن تؤدي مباشرة وغير مباشرة إلى مشاكل صحية مختلفة مثل زيادة انتشار الأمراض المرتبطة بالحشرات الناقلة للمرض وضعف الهواء الذي يعد بيئة خصبة لنمو البكتيريا والفطريات الضارة. بالإضافة لذلك، فان انتقال الناس والحيوانات بسبب تغيرات المناخ يساهم أيضاً في ظهور أمراض جديدة وبناء مقاومة للأمراض القديمة.

**الإجراءات العاجلة اللازمة**

1. تقليل الانبعاثات: أحد أهم الخطوات العملية لتقليل آثار تغير المناخ هي الحدّ من انبعاثات الغازات الدفيئة عبر الانتقال لمصدر الطاقة المتجددة واستخدام وسائل نقل أقل كربونية.

1. إعادة التشجير والحفاظ عليه: الأشجار مهمة ليس فقط لما تقدمه من ظلال وموارد غذائية وإنما لأن لها دور حيوي في امتصاص ثاني أكسيد الكربون من البيئة. إعادة زراعة الغابات وتشجيع الممارسات المستدامة للحفاظ عليها ضروريان لمنع المزيد من فقدان الأحراج وللحماية من موجات الحر الشديد والأزمات الصحية الأخرى ذات الصلة بالمناخ.

1. تعزيز الأمن الغذائي العالمي: تعزيز إنتاج الغذاء بطرق صديقة للبيئة تتطلب استراتيجيات حكومية قوية تستهدف تحسين تكنولوجيا الري وإدارة موارد المياه والنظم الغذائية الحديثة التي تعتمد بشكل رئيسي على النباتات وليس الحيوانات لإنتاج الطعام وذلك خفض الانبعاثات linked to livestock farming.

1. بناء المرونة المجتمعية: بناء قدرة مجتمعاتنا على مواجهة التأثيرات القصوى للتغير المناخي أمر حيوي ومن ذلك تطوير خطوط دفاع مستدامة ضد الفيضانات وغمر المدن وتوفير خدمات رعاية صحية أفضل تمكن المواطنين الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المتعلقة بالتغير المناخي الحصول على الرعاية اللازمة لهم بأسرع وقت ممكن .

هذه بعض التدابير الأساسية الواجب تبنيها بشكل عاجل للتعامل مع تحديات تغير المناخ ولكن الأمر يحتاج أيضاً لتغيير ثقافة الاستهلاك العالمية وتعزيز سياسات عالمية مشتركة تسعى لتحقيق هدف واحد وهو "العيش ضمن حدود الطبيعة".