- صاحب المنشور: نزار بن صالح
ملخص النقاش:
تشهد المناقشة أهميتها القصوى حيث يتوافق المجتمع الفكري حول عدم فعالية الحلول السطحية للمشاكل البيئية الناجمة جزئياً عن النظام الراهن المبني على نموذج الرأسمالية المعتمدة على النمو المستمر واستنزاف الموارد الطبيعية. يشدد الأعضاء المتفاعلون مثل توفيق بن عاشور وبهاء المزابي على ضرورة تحقيق ثورة شاملة في النظام العالمي لمواجهة الواقع المؤكد بأن أي جهود ترمي لاعادة تحديد مفاهيم النجاح سوف تكون عقيمة إذا لم يتم التعامل مباشرة مع المشكلة الرئيسية وهي الهيكل الرأسمالي القائم. ويتوسع توفيق، معتبراً أنّ المُخرج الحقيقي لهذه الحالة ليس إعادة ترتيب بسيطة للأولويات داخل هذا الهيكلية بل إنه إنشاء منظومة اقتصادية اجتماعية جديد تؤكد قضايا العدالة والكرامة الإنسانية والحفاظ على الحياة البرية فوق اعتبارات المكسب pecuniary interests.
من ناحية أخرى، يطرح بعض المشاركين مخاوف منطقية حول احتمالات نجاح تلك الدعوة العملاقة للتغير النوعي. إذ يقترح كل من سيدرا بن يعيش وعماد بن يعيش أن طريقَ الإنصاف البيئي والعدالة الاجتماعي قد يتأتَّى بوسيلة أخرى أبسط وأكثر قابلة للتحقيق تتمثل بإجراء تغييرات وتحسينات متدرجة على القانون والنظم الحالية، عوضا عن رفضٍ جذري لهويتها وهيكلتها التقليدية. وفي المقابل ترى شيماء البارودي -بعد تقديم الدعم لفكرة السيدران– بأنه حتى وإن كانت مسارات الاصلاح الداخلية لها قيمة، يبقى القرار النهائي لدى راغبي السلامة البيئية الأقرب نحو اختراع قاعدة قانونية دولية مستقرة ومنتظمة تسن حدودها بقصد مباشر لاستصدار سياسيات وممارسات تجبرها على احترام حقوق الأرض والإنسان معا.
وتختتم شيماء بالحجة التالية والتي تعكس تركيز معظم الأصوات هنا:"تحويل ثقافي كبير وثابت يستوجبه اتخاذ قرار جريء اليوم قبل الغد."