- صاحب المنشور: علية بن بكري
ملخص النقاش:
النقاش:
يترأس المناقشة فكرة واقعية مفادها أنه في ظل العالم سريع التغيير اليوم، أصبح امتلاك القدرة على تعديل النفس والتكيُّف أمرًا crucialًا للنجاح. يشاطر العديد من المشاركين اعتقاد بأن البحث عن توازن ثابت ربما يكون خياراً غير عملي بسبب دينامية البيئات العملية والمعيشية المستمرة. ويجادلون بأن تركيز جهودنا على تطوير قدرتنا على التعامل مع التغيير باستمرار واتباع نمط حياة مرن ومطور سيكون الخيار الأنسب والأكثر فعالية.
تنضم "نرجس المقراني"، مثلاً، إلى هذا الاتجاه قائلة إنها تدعم بشدة رؤية "عبد المعين المراكشي". فهي تؤمن بأنه في زمن التحولات السريعة، قد يبدو الصمود عند مستوى ثابت من التوازن نوعا ما من الانتحار العقلي. وبالتالي، تشدد على حاجة الأفراد لتبني نهج متحول وإبداعي لمواءمة رغباتهم وأهدافهم وفق الواقع الجديد.
وتضيف "ميلا القاسمي" وجه نظر مهمة تتعلق بأخذ الجوانب الإيجابية والسلبية المحتملة لهذا النوع من النمط الحيوي. وهي تعترف بالأهمية القصوى للمرونة والتكيف، لكنها تشير أيضًا إلى خطر الغرق وسط كل تلك التحولات المستمرة إذا لم يكن لدينا أساس متين ووسيلة واضحة للحفاظ على هويتنا الداخلية واستقلالها. فالقدرة المثلى، حسب منظورها، تكمن في الجمع بين هذين الأمرين: المرن والمتكيف والمتمسك بتعاليمه وقيمه الخاصة.
وأخيرا، تشارك "فلانة الوَدنوني" نفس الرؤية حول أهمية التوازن بين المرونة والشعور بالإنتماء الذاتي والثابت. فتؤكد أنها رغم كون التكيف عاملا رئيسيا في الحياة الحديثة، إلا انه يجب القيام بذلك ضمن حدود واضحة وليس بدون أي قواعد منظمة لأن ذلك سوف يدفع الإنسان دفعاً الى شعوره بفقدانه لأرضه وهويتِه.
إن جوهر هذه المواقف يتجه جميعها نحو فهم جديد للتوازن؛ فهو ليس حالة جامدة بل يستدعي القدرة على التأقلُم والتنقل عبر ظروف متغيرة دون خسارة شخصية الشخص أو سلامته النفسيّة والعاطفية.