- صاحب المنشور: رغدة بن داود
ملخص النقاش:في المجتمع الحديث، يواجه الشباب العربي تحديات هائلة تتعلق بتكوين هويتهم الشخصية وسط ضغوط التأثيرات الاجتماعية المتنوعة. هذه القضية معقدة وتتطلب نظرة متعددة الأبعاد لتفهمها بشكل كامل. من جهة، هناك الضغوط الثقافية والدينية التي تشكل جزءاً أساسياً من هويتنا كشباب عرب؛ بينما من الجهة الأخرى، تأتي العولمة والوسائل الرقمية التي تفتح أبواب جديدة للتواصل ولكن قد تؤدي أيضاً إلى حالة من الارتباك الفكري.
تأثير الأسرة والمجتمع المحلي
يعتبر الأسرة والمجتمع المحلي مصدر رئيسي للهوية الشخصية. تعليم القيم الأخلاقية والإسلامية، التعليم الديني والأخلاقي الذي يتلقاه الطفل منذ الصغر، كل ذلك يشكل لبنة أساسية لهويته المستقبلية. بالإضافة لذلك، البيئة الاجتماعية المحيطة بالشخص لها دور كبير في تشكيل معتقداته وأسلوب حياته. لكن هذا الأمر يأتي بمجموعة من التوقعات والقواعد التي يمكن أن تكون محدودة أو حتى غير قابلة للتصحيح بالنسبة للشباب الذين يسعون للسعي نحو تحقيق ذاتهم بطرق مختلفة.
دور وسائل التواصل الاجتماعي والعولمة
مع ظهور الإنترنت وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، بات العالم أكثر انفتاحا أمام الجميع خاصة فئة الشباب. لم تعد الحدود المكانية أو الزمانية عائقا أمام تبادل الأفكار والمعرفة والثقافات المختلفة مما أدى إلى زيادة التعرض للعيش بأكثر من ثقافة واحدة. رغم الفوائد الكبيرة لهذه الانفتاح إلا أنها أتت أيضا بنوع جديد من الاختيارات والصعوبات الجديدة مثل البحث عن توازن بين الاحتفاظ بالتقاليد وثراء الانفتاح الجديد. بعض الشباب قد يجد نفسه مضطراً للحفاظ على مظهر التقليدية خارج المنزل وفي الوقت نفسه استيعاب قيم غربية داخل نطاق عالم رقمي واسع ومختلف تمامًا عن الواقع اليومي الذي يعيش فيه.
الحوار الوطني حول بناء الهوية الشابة العربية
إن فهم وتعامل الحكومات العربية مع هذه المسالة أمر ضروري لتحقيق مجتمع متماسك ومتطور. حواره وطنيا حول كيفية دعم الشباب العرب ماديا وفكريا ليكونوا قادرين على بناء هويتهم الخاصة ضمن إطار يحترم تراثهم ويستثمر الفرص الثمينة المعروضة عليهم بواسطة العصر الرقمي العالمي المهم للغاية. إنه وقت للمناقشة الصريحة والنظر العميق لمستقبل شبابنا وكيف يستطيعون الموازنة بين الأصالة والحداثة بكل طلاقة واحترام لكلا الجانبين.