- صاحب المنشور: فلة المنصوري
ملخص النقاش:مع ازدياد انتشار الذكاء الاصطناعي وتطور تقنيات الروبوت والآلات القوية، يتزايد الاهتمام بفهم الآثار المحتملة لهذه التغيرات التكنولوجية الكبرى على سوق العمل. هذا التحول الرقمي الكبير يمكن أن يؤثر بشكل عميق على طبيعة الوظائف المتاحة وكيفية أدائها. فمن جهة، قد تؤدي الأتمتة إلى فقدان بعض الوظائف التقليدية بسبب القدرة الفائقة للأدوات الذكية لأداء مهام معينة بكفاءة عالية وبسرعات غير مسبوقة. ولكن من الجهة الأخرى، يعزز الذكاء الاصطناعي أيضًا ظهور وظائف جديدة تمامًا تتطلب مهارات مثل تطوير البرامج وتحليل البيانات وإدارة الأنظمة الذكية.
فيما يلي نظرة عامة حول التأثيرات الرئيسية التي يرجّح أنها ستحدث نتيجة لهذا التحول:
التأثير الأول: فقدان الوظائف
يمكن للأتمتة والاستخدام الواسع النطاق للتكنولوجيا أن يؤدي إلى تحويل العديد من الوظائف الحالية أو حتى إلغائها كلياً. حيث تستطيع الروبوتات والأجهزة الإلكترونية القيام بمجموعة واسعة من الأعمال الخاضعة للمراقبة بما فيها التصنيع والخدمات اللوجستية والتجارة وغير ذلك الكثير. هذا الأمر سيكون أكثر خطورة بالنسبة لبعض القطاعات الأكثر عرضة لها مثل الصناعة والمبيعات والإنتاج). إلا أنه تجدر الإشارة هنا أيضاً بأن هناك دراسات متناقضة بشأن مدى تأثير هذه الظاهرة؛ إذ تشير البعض الآخر إلى احتمالية تكون اتجاه جديد نحو اقتصاد قائم أساسياً على الخدمات البشرية ذات الطابع الإنساني والتي لن يستبدلها ذكاء آلي أبداً.
التأثير الثاني: خلق فرص عمل جديدة
بالإضافة لفقدان الوظائف، فإن دمج الذكاء الاصطناعي سيؤدي أيضا لإحداث تغييرات في نوع العمال الذين يتم طلبهم حاليًا. سوف تحتاج الشركات الآن لموظفين قادرين على التعامل مع الكميات الهائلة من البيانات والتحكم بأجهزة الروبوت بالإضافة لتدريب برمجيات وأنظمة حاسوبية معقدة جدًا. وهذا يعني زيادة الطلب على تخصصات تكنولوجيه كالبرمجيات والحوسبة السحابية ومحللين بيانات وإنشاء نماذج تعلم آليّة.
الاستعداد للعصر الجديد
للتكيف مع عصر الذكاء الاصطناعي، عليه الأفراد والشركات إعادة النظر باستراتيجيتها التدريبية واستثمار المزيد منه للتحضير لما هو قادم. كما يشجع المثقفون التعليم المستمر طوال الحياة والذي يساعد الأفراد بالحفاظ قدرتهم التنافسيّة أمام الأسواق العمالية الجديدة التي ستصبح أكثر رقمنة يوم بعد يوم. بينما تختار المؤسسات تحديث سياساتها الخاصة بالتوظيف والتطوير, مما يدفعها للاستثمار بشدة بتنمية المواهب المحلية وتعزيز ثقافة الابتكار.