تحليل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للمراهقين: تحديات وعواقب محتملة

في العصر الرقمي الحالي، أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، خاصة بالنسبة للمراهقين الذين يشكلون نسبة كبيرة من مستخد

  • صاحب المنشور: وداد التونسي

    ملخص النقاش:
    في العصر الرقمي الحالي، أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، خاصة بالنسبة للمراهقين الذين يشكلون نسبة كبيرة من مستخدمي هذه المنصات. وعلى الرغم من الفوائد العديدة التي توفرها الشبكات الاجتماعية مثل التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الأصدقاء والمعرفة الجديدة، إلا أنها قد تحمل أيضًا مخاطر جمة تتعلق بالصحة النفسية لهذه الفئة العمرية الحساسة. هذا التحليل يهدف إلى استكشاف التأثيرات المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للمراهقين، وكيف يمكن لهذه الآثار أن تسهم في ظهور مشاكل صحية نفسية خطيرة إذا لم تُدار بحذر وتوجيه صحيح.

المشكلة الأساسية: الشفافية المحدودة للبيانات الشخصية

تعد بيانات المستخدم هي الوقود الذي يحرك اقتصاد الإنترنت. تقوم شركات وسائل التواصل الاجتماعي بتجميع وتحليل كميات هائلة من البيانات حول سلوك المستخدم لتقديم الإعلانات المستهدفة وخوارزميات الدفع الخاصة بها. بينما يُعتبر ذلك مفيداً للمستخدمين في بعض الجوانب من حيث توفير تجارب مخصصة، فإن عدم الوضوح الكامل فيما يتعلق بكيفية جمع واستخدام هذه المعلومات يمكن أن يؤدي إلى شعور بعدم الخصوصية والقلق لدى المراهقين. إن فقدان الشعور بالأمان عبر الإنترنت قد يساهم في زيادة القلق العام ومستويات الضغط النفسي بين الشباب.

المقارنة المجتمعية والنفسية: "صورة مثالية" مقابل الواقع

من أكثر المخاوف شيوعاً بشأن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي هو مقارنة الذات بالمحتوى الذي يُعرض عليها. غالباً ما يتم تقديم حياة الآخرين بصورة متفائلة ومتكاملة، مما يدفع البعض لمقارنتها بالحياة الواقعية التي قد تكون أقل روعة أو اكتمالا. هذا النوع من المقارنات المتكررة قد يؤثر سلبياً على احترام الشخص لذاته وثقته بنفسه، خاصة عند التركيز بشكل كبير على الجمال الخارجي والأدوار الاجتماعية التقليدية للجنسين والتي تميل عادة لأن تكون موضوع المنافسة غير الصحية ضمن دائرة العلاقات الاجتماعية الافتراضية.

التنمر والإساءة الإلكترونية: تهديد دائم للشباب

تنشط مجتمعات التنمر والتسلط عبر الإنترنت بشكل خاص داخل بيئات وسائل التواصل الاجتماعي بسبب طابعها الغامض نسبيا والذي يسمح بقاء هُوية المُنَوِّرِ مجهولة تماما وبالتالي تستطيع تلك الأفراد إيذاء ذوي القلوب الهشة بدون خوف من المسائلة القانونية وقد أدى انتشار ظاهرة التصيد الإلكتروني مؤخراً إلى ارتفاع حالات الانتحار والمظاهر الأخرى للإجهاد النفسي خلال السنوات الأخيرة. بالإضافة لذلك، تعاني الفتيات بمختلف فئاتهن العمريّة -لكن بدرجةٍ أكبر بين المراهقات– من مضايقات جنسيّة واضطهادات أخرى ذات دوافع جنسانية وهو الأمر الذي ترك تداعيات مدمرة عليهم منها تفاقم حالة الاكتآب وانخفاض مستوى ثقتها بأفعالها وقراراتها المحلية عموما . علاوة علي ذلك فان التعرض لنسب ارهاب رقمي نتخذ أشكال عديدة ومنتشره بشكل واسع حاليا كـ(التشويه) حيث يقوم شخص آخر باستعمال صورة لشخص اخر لإلحاق ضرراً به سواء كان علني او خصوصي وهذا بالتأكيد سيؤثر بالسلب على الحالة الذهنية لأولائك المعرضون لها وعلى قدرتهم لبناء نموذج حقيقي لسلوكيات اجتماعية فعالة خارج نطاق الانترنت أيضا .

الحلول المحتملة: التعليم والاستراتيجيات الناشطة لحماية السلامة العقليّة

على الرغم من انعكاس الصورة العامة بأن مواقع التواصل الاجتماعى ككل تشكل خطر محدد نحو الصحة العقليه للأجيال الصاعدة, تبقى هناك عدة طرق ممكنه للتغلب عليه وذلك بإدخال سياسات اسرية جديدة تخفض فرصه تعرض الأطفال لهذا الخطر الكبير عبر تنفيذ مجموعة توصيات موجهه لكلا الجانبين الاسرى والشاب نفسه وهي:

1- زيادة الوعي: تعدّ نشر ثقافة معرفيه


أياس الهاشمي

9 مدونة المشاركات

التعليقات