- صاحب المنشور: وفاء بن عبد الله
ملخص النقاش:
لقد شهد القرن الحادي والعشرين تحولاً كبيراً في طريقة تفاعل البشر مع تكنولوجيا المعلومات، حيث أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. هذا التحول ليس له تأثير مجرد على الطريقة التي نعيش بها وانما أيضًا على الاقتصاد العالمي وسوق العمل. هذه الأداة الثورية لديها القدرة على خلق فرص عمل جديدة وتغيير طبيعة الوظائف الموجودة حاليا. لكنها أيضا قد تشكل تحديات كبيرة لمن يواجهون خطر فقدان وظائفهم بسبب الروبوتات والأتمتة.
في الجهة الإيجابية، الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى زيادة الكفاءة والإنتاجية، مما يمكّن الشركات من القيام بمهام أكثر تعقيداً وبشكل أسرع وأقل تكلفة. كما أنه يوفر حلول لمشاكل كانت تعتبر غير قابلة للحل سابقاً، مثل تقديم خدمات الرعاية الصحية الشخصية والتعليم المخصص بناءً على احتياجات الفرد. بالإضافة إلى ذلك، هناك مجال جديد تماما للأعمال التجارية وهو تطوير البرمجيات الخاصة بالذكاء الاصطناعي نفسه، والذي يشمل البحث والتطوير والفهم العميق للخوارزميات.
وبينما نرى العديد من الفوائد المحتملة، إلا أنه يوجد أيضاً مجموعة من التحديات التي ينبغي التعامل معها بعناية. أحد أكبر المخاطر هو خسارة الوظائف بسبب الاستبدال الآلي للموظفين البشريين. بعض الدراسات تقدر أن نسبة تتراوح بين 47% و88% من الوظائف الأمريكية معرضة لخطر الأتمتة بنسبة عالية بحلول عام 2033. وهذا يعني ضرورة إعادة النظر في التعليم المهني الحالي لتزويد الأفراد بالأدوات اللازمة للتكيف مع السوق المتغير باستمرار.
إن العنصر الأساسي هنا هو التدريب المستمر وتحويل القوى العاملة نحو مجالات متخصصة تتطلب مهارات بشرية فريدة مثل الابتكار والإبداع والحكم الأخلاقي - وهي أمور يصعب أو مستحيل بالنسبة للروبوتات والأجهزة الأخرى. علاوة على ذلك، فإن وجود سياسات عادلة ومتوازنة لإدارة انتقالية لهذا التحول سيكون حاسماً لضمان عدم ترك أي فرد خلف الركب خلال رحلة الانتقال نحو اقتصاد ذي ذكاء اصطناعي مدفوعاته مرتفعة ومستدامة.
في النهاية، يجب علينا التعامل مع انتشار الذكاء الاصطناعي بواقعية وعقلانية، مدركين لكلٍ من فوائده العديدة وكذلك التهديدات القصيرة المدى المرتبطة به والتي تحتاج لحلول طويلة الامد تضمن استقرار المجتمع واقتصاده وجهوده لتحقيق رفاهية جميع أعضاء مجتمعه.