- صاحب المنشور: خولة الودغيري
ملخص النقاش:
وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير عميق ومتعدد الجوانب على الصحة العقلية للشباب. هذه الأدوات الرقمية التي كانت ذات يوم طريقة للتواصل والتعلم والترفيه قد تحولت إلى مصدر قلق كبير بالنسبة للعديد من الشباب حول العالم. الدراسات الحديثة تشير إلى وجود علاقة مباشرة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وبين التوتر النفسي، القلق، الاكتئاب، وانخفاض احترام الذات.
من ناحية، توفر الوسائط الاجتماعية منصة لتبادل الأفكار والأخبار والتجارب الشخصية. هذا يمكن أن يسهم في زيادة الشعور بالانتماء والمشاركة المجتمعية لدى الشباب الذين ربما يشعرون بالعزلة في حياتهم اليومية. كما أنها تتيح لهم الوصول إلى موارد تعليمية وتثقيفية متنوعة ومفيدة.
من الجانب الآخر، هناك العديد من السلبيات المرتبطة باستخدام هذه المنصات. الضغط المستمر للمقارنة بالنماذج المثالية للأصدقاء والعائلة والمعجبين عبر الإنترنت يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ثقة الفرد بنفسه وضغط لإرضاء توقعات غير واقعية. بالإضافة إلى ذلك، التعرض المتكرر لمحتوى سلبي أو مثير للغضب يمكن أن يساهم في مشاعر الحزن والقرف الزائد.
التأثيرات النفسية طويلة الأجل
الأبحاث العلمية بدأت تكشف عن تأثيرات نفسية طويلة المدى لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة. دراسة أجرتها جامعة ستوكهولم وجدت بأن كبار السن (65+) الذين استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي كان لديهم احتمالية أعلى للإصابة بأعراض مشابهة للاكتئاب مقارنة بأولئك الذين لم يستخدموها قط. بينما تبين أيضا أنه قد يكون لهذه المواقع فائدة قصيرة الأمد فيما يتعلق بتحسن الحالة المزاجية مما يدعم نظرية "النشوة" المؤقتة بعد نشاط رقمي ولكن بدون أي تأثير مستدام إيجابي.
وفي محاولة لمعالجة هذه المشكلة، يجب التركيز على التعليم والإرشاد بشأن الاستخدام الصحي لوسائل التفاعل الرقمي. تعزيز الوعي حول مخاطر المقارنة المستمرة وعدم الواقعية عبر الانترنت وإيجاد الطرق المناسبة لتحقيق توازن بين الحياة الحقيقية والعالم الإفتراضي يعتبر خطوة هامة نحو خلق بيئة رقمية أكثر صحة وعافية للشباب ولجميع المستخدمين.