- صاحب المنشور: مها القروي
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي، أصبح للتكنولوجيا حضور بارز ومؤثر في حياتنا اليومية. بينما تقدم العديد من الفوائد مثل التواصل الفوري والمعلومات المتاحة بين يديك، إلا أنها قد تشكل تحديات كبيرة فيما يتعلق بصحتنا النفسية. الدراسات الأخيرة تسلط الضوء على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية وغيرها من الأدوات الرقمية على الحالة النفسية للإنسان.
زيادة القلق والأرق واضطراب النوم
أظهرت الأبحاث أن الاستخدام المكثف للأجهزة الإلكترونية قبل النوم يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في النوم مثل الأرق. هذا يحدث نتيجة لضوء الشاشة الذي يمنع الجسم من إنتاج الميلاتونين - الهرمون المسؤول عن تنظيم الدورة الطبيعية للنوم والاستيقاظ. بالإضافة إلى ذلك، هناك علاقة محتملة بين استخدام الهواتف المحمولة وتزايد مستويات القلق والإجهاد. بعض المستخدمين يعانون من "العصبية الرقمية"، وهي حالة يشعر فيها الشخص بالقلق عندما لا يستطيع الوصول إلى هاتفه أو جهاز آخر متصل بالإنترنت.
التأثير السلبي على الذات والثقة بالنفس
وسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير أيضاً في تقليل احترام الذات والثقة بالنفس لدى الكثيرين. حيث يُعرف هذا الأمر باسم "متلازمة فيسبوك" أو "متلازمة إنستغرام"، وهو شعور بعدم الكفاءة مقارنة بالأشخاص الآخرين الذين يبدو حياتهم مثالية عبر الإنترنت. هذه المقارنات غير الواقعية غالبًا ما تؤدي إلى الشعور بالإحباط والعجز.
الطريقة الأمثل للاستخدام الصحي للتكنولوجيا
على الرغم من المخاطر المحتملة، يمكن أيضًا استخدام التكنولوجيا بطريقة صحية وتحسين صحتهم النفسية للفرد. الأفراد الذين يستخدمون التطبيقات التي تساعد في تتبع الحالة المزاجية ورصد الصحة النفسية بشكل عام وجدوا تحسنًا ملحوظا في علاقتهم مع البيئة الرقمية الخاصة بهم. كما يمكن استخدام التمارين الذهنية والتأمل عبر تطبيقات الهاتف المحمول لتخفيف مستويات الإجهاد وتعزيز اليقظة الذهنية.
وفي النهاية، فإن مفتاح التعامل مع التكنولوجيا بحكمة يكمن في وضع الحدود الشخصية والاستفادة منها بأمان وبصورة مدروسة لتحقيق توازن جيد بين العالم الحقيقي والرقمي.
