- صاحب المنشور: حلا المهيري
ملخص النقاش:
التعليم الافتراضي، الذي أصبح جزءاً مهماً من النظام التعليمي العالمي بسبب جائحة كوفيد-19، يواجه العديد من التحديات ويفتح أبواباً جديدة للمستقبل. هذه التقنية ليست مجرد استبدال مؤقت للتعلم التقليدي؛ بل هي تحويل جذري قد يشكل مستقبل التعلم كما نعرفه.
التحديات الأساسية
1. الوصول إلى الإنترنت والتقنيات: يعد الانترنت شرطاً ضرورياً للتواصل الفعال مع منصة التعلم الرقمية. ومع ذلك، هناك فجوة رقمية كبيرة بين البلدان المتقدمة والمناطق النائية أو الفقيرة التي تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة. هذا يمكن أن يؤدي إلى عدم المساواة في الفرص التعليمية للأطفال الذين يعيشون خارج المناطق الحضرية أو الأسر ذات الدخل المنخفض.
2. جودة المحتوى: بينما توفر بعض المنصات عبر الإنترنت محتوى تعليميًا متكاملًا، فإن الآخرين قد لا يتمكنون من تقديم نفس مستوى الجودة. بالإضافة إلى ذلك، غياب البيئة الاجتماعية داخل الفصل الدراسي يمكن أن يساهم في شعور الطلاب بالوحدة والإرهاق الذهني.
3. التحفيز والتفاعل: تعتبر التشجيعات الشخصية والحماس أحد أهم العناصر في عملية التعلم. عندما يتحول التدريس إلى قشور عرض على الشاشة، فقد تفشل هذه الروابط البشرية الطبيعية مما يجعل المحفزات الداخلية أقل فعالية بكثير وقد تؤثر سلبيا على دافع الطالب نحو التعلم.
مستقبل التعليم الافتراضي
على الرغم من هذه العقبات، يبقى مستقبل التعليم الافتراضي مشرقاً للغاية:
4. المرونة والاستدامة: التعليم الافتراضي يسمح بمزيدٍ من مرونة الجدول الزمني حيث يمكن للطالب دراسة المواد عند وقت مناسب له وأينما كان موجوداً. وهذا أيضا أكثر صداقة للبيئة نظرًا لتقليل التنقل اليومي وبالتالي انبعاث الغازات الضارة.
5. التخصيص الشخصي: باستخدام الخوارزميات المتقدمة وتتبع بيانات الطلاب، يستطيع المدربون تصميم خطط دروسه خصيصا لاحتياجات كل طالب فردية. هذا النوع من التخصيص ليس ممكنًا عادة بالقاعات الكبيرة التقليدية .
6. توسيع نطاق الوصول: تُزيل منصات التعلم عبر الإنترنت حاجز المكان والجنس والعمر وغيرها من الحدود الثقافية والسياقية الأخرى والتي كانت تشكّل حواجز أمام تحقيق فرص تعليمية عادلة سابقا.
الاستنتاج
إن التعليم الافتراضي يجلب معه مجموعة متنوعة من الإيجابيات والسلبيات. إنه بالتأكيد يتحدى الوضع الحالي للإعداد التربوي لكنه يحمل أيضًا وعد بتوفير نظام تربوي أكثر إنصافا وفعالية ومرونة لكافة الأشخاص حول العالم بغض النظر عن ظروفهم المعيشية الأولية.