إعادة تعريف دور المعلم في عصر الذكاء الاصطناعي

في محور النقاش المطروح، تُثار تساؤلات جديرة بالتأمل حول مستقبل دور المعلم في ظل تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي. حيث اقترح بعض المشاركين استراتيجية طمو

  • صاحب المنشور: رباب القروي

    ملخص النقاش:
    في محور النقاش المطروح، تُثار تساؤلات جديرة بالتأمل حول مستقبل دور المعلم في ظل تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي. حيث اقترح بعض المشاركين استراتيجية طموحة تتمثل بتحول مفاهيم التعليم التقليدية، بتغيير مصطلح "معلم" إلى مُرشد ذكي متخصص يسعى لأرشاد طلابه نحو استقلالية البحث المعرفي، معتمدًا بذلك على الخبرات البشرية جنبا إلى جنب مع القدرات الهائلة للذكاء الاصطناعي.

وأثناء غمرهم في تفاصيل المناقشة، برزت العديد من المخاوف الهامة والتي لها ارتباط وثيق بالسؤال الرئيسي. وعلى وجه الخصوص، سلط أحد المشتركين الضوء على الجانب الإنساني لهذا التحول التكنولوجي المحتمل، متسائلًا: «هل سنخسر الهوية الإنسانية في مجال التدريس إذا زادت اعتماديتنا الكبيرة على الآليات المدعومة بالأتمتة؟» وبالتالي، تم إبراز ضرورة موازنة الفوائد المستمدة من قوة الكمبيوتر مقابل العلاقات الشخصانية الأساسية التي تربط المعلِّم بالمتعلم داخل نظام تعليمي فعَّال.

وقد رد زميله الآخر مدافعًا عن منظور أكثر إيجابية للتطبيقات التقنية الجديدة قائلاً: « بدلاً من اعتبار التضمين الغامر لأنظمة التشغيل الآلية تهديدا مباشرا للحياة الأكاديمية والصعبة بالنسبة للإنسان، فلنجامل عناصر التصميم قدر الإمكان». وفي نظره العملي لحلول وسطٍ بيئي ومتعدد الوظائف، لاحظ: « يمكن للذكاء الاصطناعي حينئذٍ توفير طبقات عميقة من التجسيم والشرح لفائدة المتدرب الواحدة، بينما يستطيع المُربي الرسمي –في المقابل– صرف اهتمامه نحو المساندة المعنوية واجتماعية وإصدار الأحكام الذاتيين ذات الصلة والتي تهذب الشكل الراسخ للشخصيات الناشئة.»

وفي تصوراتها النهائية لهذه المواجهة العقيمة، تدفع جميع الثنائيات أمام الجمهور العامة لمراجعة العناصر التالية بشدة: مدى قيام حلول الخدمات الآلية بالإتيان بثمرة هائلة لمجالات الدراسات المختلفة وطرقها وأشكالها البديلة؛ وكذا مدى وفائتها باستدامة العنصر المؤسسى والمبادىء الثقافية للنظم التربوية السارية حالياً. ومن ثم فإن الحكم الفعلي حول كيفية تصميم عقبات مغايرة لمسار الوصول المنشود لمستقبل متماسك بلا شوائب سوف يتوقف بدرجة كبيرة على عوامل عديدة تبدأ بآفاق تربوية مبتكرة حتى أعلى مستوى تنظيم رياضي مؤثر لحفظ حقوق الإنسان واحتراماً لهويتها الأصيلة.


عبد الحميد اليعقوبي

29 مدونة المشاركات

التعليقات