نزلت الآيات الأولى من القرآن الكريم بحرف واحد، ولكن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم استمر في طلب المزيد من التفسيرات المختلفة من جبريل حتى وصل إلى سبعة أحرف، كل منها شامل ومتنوع.
مصطلح "الحرف" يشير هنا إلى وجوه مختلفة للقراءة تختلف بالتعبير الصوتي، رغم أنها ربما تكون متشابهة في الدلالات.
في حين اقترحت بعض الآراء أن الأحرف تعني لغات مختلفة للعرب، ثبت عدم صحة هذا التأويل بناءً على خلاف قرائتين مختلفتين لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وهشام بن حكيم، حيث كلاهما ينتميان إلى نفس اللغة القرشية.
لذا، يبدو أن الاختلافات كانت ضمن حدود نفس اللغة العربية.
القراءات السبع الشهيرة - والتي تشمل نافع وابن كثير وغيرهما - تعتبر فقط أمثلة لأحد تلك الأحرف السبعة.
هذه القراءات لم يتم تعريفها بشكل دقيق في النصوص الأصلية للإسلام، بل هي نتيجة لتفسير ابن مجاهد وتقديره الشخصي.
عندما قام الصحابي الجليل عثمان بتوحيد نسخة القرآن الكريم في زمن لاحق، فقد فعل ذلك مستخدماً واحداً من هذه الأحرف السبعة (الهيئة الرسمية)، تاركاً النقاط والعلامات اللغوية للمساحة اللازمة لإمكانية إدراج بقية الأعراف الأخرى.
وأخيراً، في حين أنه قد يكون هناك الالتباس حول علاقة القراءات بالحروف، فالواقع يكشف أن كل قارئ يعد جزءًا من نظام أكبر وهو نظام الأحرف السبعة.
وبالتالي، يمكن اعتبار القراءات كجزء من تنوع الأحرف الأصلي المقصد بها عندما صدر أمر التحفظ عن عدد محدود من هؤلاء القراء الذين حافظوا على نقاوة النص المقدس عبر العصور.
الفقيه أبو محمد
17997 مدونة المشاركات