- صاحب المنشور: دنيا العسيري
ملخص النقاش:
تناولت هذه المحادثة جوانب متعددة من نقاش عميق حول الوسائل اللازمة لتحقيق الاستدامة البيئية والاجتماعية، والتي تم تحديدها أساساً في التحول نحو نظام اقتصادي دائري. بدأ النقاش بمساهمة مقدمة طرحت فيه الفكرة المركزية بأن "التغيير الثقافي والتشريعات الصارمة ليسا كافيين؛ الحل الحقيقي يكمن في تغيير النظام الاقتصادي العالمي".
ثم انضم المتحدث الأول، دارين بن عبد الكريم، مؤكدًا على حاجة هذا التحول إلى "إعادة تصميم كاملة للنظام الاقتصادي"، مشددًا على أهمية تحويل الموارد إلى دورة مستدامة عبر تعديلات جوهرية في مجالات التصنيع، التوزيع، والاستهلاك. كما سلط الضوء على أهمية المشاورات الدولية والاستثمارات الكبيرة في مجال البحوث والتطوير للحصول على هذا الهدف.
ردٌٌٌٌٌٌََََََََََََََََََََُُُُُُُُِِِِِّّّّّّْْهَتحسين الحدادي بتأكيده وجود عقبات سياسية واقتصادية أمام مثل هذا التحول الجذري. وأشار تحديدا لدولة الكبار غير الراغب في التضحية بمصالحها الاقتصادية لتحقيق مستقبل مستدام. بالإضافة إلى ذلك، شدد على عدم توفر القيادة الموحدة والعالمية التي قد تساعد في تسهيل عملية التنفيذ.
من جهته، عرض عبد القادر الشرقاوي منظور مختلف حيث ذكر ضرورة التركيز على بناء الوعي العام والدعم الشعبي لهذه الفكرة كمصدر رئيسي للقيادة. وقال إنه حتى وإن واجهنا العديد من العقبات، فإن التجاهل عنها سيؤدي فقط لاستمرار الوضع غير المستدام الحالي.
أما فريدة بن صديق فقد أعربت عن فهمها لأسباب المقاومة السياسية والاقتصادية المحتملة لهذا التحول المقترح، لكنها طالبت برفض النظر عن خيار الثروات طويلة الأجل لأن الغياب عن القيام بذلك سيكون مدمرا. وفقاً لها، يجب البدء بخطط مرحلية للتخلص التدريجي من نماذج النمو القديمة.
وفي جزء آخر من المناقشة، اتفق سيدرا بن زيدان مع عبد القادر الشرقاوي فيما يتعلق بأهمية دور الجمهور، لكنه لاحظ أيضاً بأنه بدون مشاركة واسعة للدول الكبرى وبرامج استثمارية كبيرة، يبقى الانتقال نحو الاقتصاد الدوري مجرد حلم بعيد المنال. ولذلك اعتبرها أنها رغم كونيتها مهمة لزيادة الوعي والحفاظ عليه، فهي وحدها ليست قادرة على التأثير مباشرة على الهيكل الأساسي للسوق العالمية.
وأختتم هادية بن معمر التعليق بإعطاء المزيد من الأدلة على أهمية الموافقة الرسمية واتخاذ الإجراءات الشجاعة من قبل السلطات العليا لإنجاز العملية الناجحة للتحول نحو الاقتصاد الدوري. وأضافت بأنه حتى وإن كان للرأي العام دور كبير، الا انه يعد مثالا واحداً ضمن مجموعة عوامل أخرى تلعب دوراً حيوياً في وضع السياسات ذات الجدوى والأثر الكبير.
ومن خلال جمع كل الآراء المختلفة والمناقشة الدقيقة لكل منها، أصبح واضحًا أنه بينما توافق الجميع على هدف واحد وهو تحقيق الاستدامة البيئية والاجتماعية، هناك اختلافات واضحة حول أفضل الطرق لتحقيق ذلك والتحديات المحتملة أمام تلك الرحلة.
