• صاحب المنشور: نور العياشي
  
  ملخص النقاش:
  التقدم التكنولوجي الذي شهدناه خلال العقود القليلة الماضية غير حياتنا اليومية بطرق عديدة، ولكن هل كان لهذه التقنيات تأثير مباشر على صحتنا العقلية ونوعية حياة الأفراد؟ هذا المقال يستكشف الجوانب الإيجابية والسلبية لتأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية.

من جهة، يمكن للتكنولوجيا الحديثة تقديم العديد من الفوائد للصحة العقلية. توفر وسائل التواصل الاجتماعي والخدمات عبر الإنترنت شبكات اجتماعية افتراضية قد تكون مهمة خاصة للأفراد الذين يعيشون بعيداً عن الأهل أو الأصدقاء المقربين. كما أنها تساعد الأشخاص المصابين بالاكتئاب أو الخوف الاجتماعي على التواصل والتفاعل مع الآخرين بأمان وظروف خاضعة لسيطرتهم. بالإضافة إلى ذلك، تتيح البرامج الرقمية وأدوات التعلم الذاتي الوصول إلى جلسات العلاج النفسي والاستشارات الشخصية التي كانت ستكون غير متاحة سابقاً بسبب المسافة المكانية أو الحواجز الاقتصادية.

ومع ذلك، هناك جوانب مظلمة أيضاً لهذا التدخل التكنولوجي الجديد. الاستخدام المكثف لأجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة أدى إلى زيادة مستويات الضغط النفسي والإجهاد لدى الكثيرين؛ حيث أصبح الانقطاع المستمر للإشعارات واستخلاص المعلومات أمرًا طبيعيًا ومستنزفا للطاقة عاطفيًا واجتماعيًا. علاوة على ذلك، ترتبط الخصوصية والشائعات المنتشرة عبر الشبكة العنكبوتية بتزايد حالات الاكتئاب وتردي الثقة بالنفس خاصة بين الشباب والمراهقين.

وفيما يتعلق بالوقت الأمامي المنفق أمام الشاشات الإلكترونية، فقد حذرت الدراسات العلمية حول تأثيرها السلبي المحتمل بالإسهام نحو مشاكل النوم وقصر التركيز وانخفاض النشاط البدني - كل هذه عوامل معروفة بالتسبب بازدياد معدلات اضطرابات الدورة الشهرية والنوبات القلبية وغيرهما مما يؤثر مباشرةعلى الصحّة العامة والجسد والعقل أيضا .

ختاما ، يبدو أنه بينما تحتضن المجتمعات البشرية فوائد وميزات التصالح مع العالم الافتراضي ، ينبغي عليها مواجهة تحدياته الوخيمة بعناية وتعامل مدروس لتوفير بيئة رقمية أكثر سلاما واحتراما للمستخدمين ولصحّتهم نفسياً وجسديا ايضا.