- صاحب المنشور: التازي القيرواني
ملخص النقاش:
التطور المتسارع للتكنولوجيا الذي يشهد العالم اليوم له آثار متعددة ومتنوعة تشمل مختلف جوانب الحياة الإنسانية. من بين هذه الجوانب، تأتي الصحة النفسية كأحد أكثر القطاعات حساسية التي يمكن أن تتغير تحت تأثير هذا التحول الرقمي الكبير. سنناقش هنا كيف أثرت التكنولوجيا على الصحة النفسية، وما إذا كانت هذه التأثيرات إيجابية أم سلبية بالضرورة.
الفوائد المحتملة للتقنية على الصحة العقلية
- تطبيقات الدعم النفسي: شهدنا ظهور العديد من تطبيقات الهاتف الذكي والمنصات عبر الإنترنت التي تقدم خدمات دعم نفسية مباشرة للمستخدمين. هذه الأدوات توفر الوصول إلى العلاج النفسي عند الطلب ويمكنها تقليل الحواجز الاجتماعية والخجل المرتبط بمراجعة المستشارين التقليديين. بالإضافة لذلك، قد يوفر بعض البرامج أدوات تعليمية لتدريب الأفراد على إدارة الضغوط والتغلب عليها.
- **شبكات التواصل الاجتماعي:* قد تساهم شبكات التواصل الاجتماعي أيضًا في تحسين الصحة العقلية من خلال تزويد الأفراد بإحساس بالأمان المجتمعي والدعم الاجتماعي حتى لو كانوا يعيشون بعيدًا عن أقاربهم أو لم يكن لديهم مجتمع محلي قوي حولهم.
- الوصول المباشر للمعلومات: يتيح استخدام الإنترنت للأفراد الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة حول مشكلات الصحة النفسية المختلفة وتوفير فهماً أفضل لأعراض الأمراض والحالات المختلفة مما يساعد في التعرف المبكر والاستشارة المناسبة.
التحديات والتبعات السلبية محتملة للتكنولوجيا على الصحة النفسية
- العزلة الاجتماعية: بينما يمكن لبعض وسائل الإعلام الحديثة تقديم شعور زائف بالانتماء والمجتمع، إلا أنها غالبًا ما تؤدي لعزلة حقيقية نتيجة الانخراط الزائد في الأنشطة الرقمية وإهمال اللقاء المباشر مع الآخرين وهو ما يعرف باسم "الانطوائية الإلكترونية". وقد يؤدي ذلك لشعور مزمن بالاكتئاب وضعف العلاقات الشخصية الحقيقية.
- الإدمان والتشتيت: يستخدم الكثيرون الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر لساعات طويلة كل يوم، وهذا الاستخدام المكثف يمكن أن يؤثر سلبيًاعلى النوم ويسبب اضطرابًا جسيمًا في تنظيم النوم الطبيعي مما يساهم بتوتر دائم وضغط عصبي مستمر. كذلك فإن وجود وسائل الترفيه العديدة عبر الشبكة العنكبوتيه قد يصعب التركيز والإنتاج ويؤدي لاعتماد غير صحي عليها باعتبارها مصدر الوحيد للاسترخاء والترفيه المؤقت والذي سرعان ما ينتهي لإعادة شحن بطاريات الشاشة مرة أخرى!
- **معلومات مضللة وانتحال شخصية:*يمكن أن تحتوي مواقع الويب ووسائل التواصل الاجتماعي على كم هائل من المعلومات الخاطئة والمتعلقة بالصحة والتي قد تضلل المستخدم وتعطي انطباعا خاطئاً بشأن صحتهم النفسية وبالتالي تفاقم الوضع عوض حل المشكلة الأساسية كما هو مخطط لها أصلاً .بالإضافةإلىاستخدامالجهاتالخبيثةلمثلهذه المنابر لنشرالشائعاتوالاحتيالوتزييفالصوروالصورالمتحركة لتحقيق أغراض دنيئة وغير أخلاقية مثل التنمر والسخرية من الشرائح ضعيفة الإدراك وخاصة الأطفال والشباب الذين هم عرضة للإصابة بأذى عميق مؤثر لفترة كبيرة من العمر القادم إن لم تتم مكافحتها مبكرآ ومنعهـا تمامٱ قبل تطورات كارثيه لاتحمد عقباها!
ختاماً :
لاشكأن للتكنولوجيامزاياوخصائص ذات طابع ايجابي لكن مواجهتهابالسلبيات باتجاهالاخرى أمرٌ ملزم لوضع الاجراءات اللازمة لحمايةالأجيالالقادمةمن مخاطر التدفقالكبير لهذه الثورة العلمية والعالمالتي تدفع بقوة نحو تغيير جذري لأنماط المعيشة وطرق التعامل منذ ولادة الفردحتى نهايةحياته الدنيا ،ومن ثَمَّ فالدعم الحكومي والجهات المهتمة بالحفاظ علي سلامة وصحة المواطن ضرورية للغاية لمنع استمرار أي