- صاحب المنشور: بهية بن يعيش
ملخص النقاش:في عصرنا الحالي الذي تسوده التكنولوجيا وتُحدث ثورة رقمية غير مسبوقة, يبرز سؤال مهم يتعلق بتأثير هذه الثورة على هويّة المجتمع العربي وثقافته. فبينما تقدم لنا وسائل الاتصال الحديثة والإعلام الإلكتروني فرصاً جديدة للتواصل والتعليم والبحث، نجد أيضاً أنها قد تؤدي إلى تآكل بعض القيم والممارسات التقليدية التي كانت جزءاً أساسياً من تراثنا الحضاري العريق.
إن الهدف الأساسي لهذه الدراسة هو محاولة تحقيق توازن متناغم بين الاستفادة القصوى من تقنيات القرن الواحد والعشرين وبين المحافظة على موروثنا الثقافي الغني. يمكن تلخيص هذا التوازن عبر عدة نقاط رئيسية:
1. التعليم الرقمي:
يعد التعليم أحد أهم المجالات حيث يمكن استخدام الإنترنت لفتح أبواب المعرفة أمام الجميع بشكل فعّال ومستدام. ومع ذلك، يجب الأخذ بعين الاعتبار ضرورة دمج المحتوى التعليمي مع قيم ثقافتنا وهويتنا العربية. مثلاً، تقديم مواد تعليمية تتضمن نماذج عربية بطلاقة وتعكس الروايات التاريخية والثقافية الخاصة بنا.
2. وسائل التواصل الاجتماعي:
تتيح هذه الوسائل الفرصة لعرض التراث الثقافي والعادات والتقاليد للعالم الخارجي ولكنها تحتاج أيضا لمراقبة محتوى ينشر للحفاظ عليه مطابق لما نسعى له من حماية للقيم الإسلامية والإسلامية. ومن الضروري خلق مجتمع افتراضي ذو أخلاق عالية يحترم الآخر ويلتزم بالقوانين الاجتماعية والدينية.
3. الحفاظ على اللغة العربية:
لغة الأم هي رمز الهوية الوطنية وهي جزء حيوي من ثقافة كل فرد عربي. لذلك فإن تشجيع واستخدام اللغات الأخرى كالإنجليزية وغيرها ليس مشكلة طالما يتم احترام مركزيتها داخل البيئة الرقمية والعالم الفكري العام للناس العرب.
4. تشجيع الفن والأدب الأصيلين:
يمكن للأعمال الأدبية والفنية المنتجة رقميًا أن تكون ذات تأثير كبير خاصة لدى الشباب ولذلك فإن دعم إنتاج الأعمال الجديدة المبنية على الأسس المتينة للتراث الثقافي يعد أمر هام للغاية.
5. دور المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة:
يتعين عليها جميعاً العمل جنباً الى جنب نحو هدف واحد وهو تحقيق الانسجام المثالي فيما بين مقومات حضارتنا وفوائد التحول الرقمي الحديث.
هذه النقاط تمثل رؤية شاملة لكيفية التعامل مع تحديات العالم الرقمي واحتواء تأثيراتها الإيجابية والسلبية مع الحفاظ على خصوصيات الثقافة العربية وقيمها الراسخة عبر الزمن الطويل.