• صاحب المنشور: نوال الفاسي
  
  ملخص النقاش:
  

  كان للثورة الصناعية تأثير عميق ومستمر على المجتمعات حول العالم. وفي حين شهدت الدول الغربية هذه التحولات منذ القرن الثامن عشر والتاسع عشر، فإن العديد من البلدان العربية لم تشهد نفس الدرجة من التطور الصناعي حتى وقت لاحق بكثير. ومع ذلك، مع زيادة التركيز العالمي على التصنيع والتحول الرقمي خلال العقود الأخيرة، وجدت العديد من الدول العربية نفسها تواجه تحديات فريدة وفرصا هائلة نتيجة لهذه التحولات.

التحديات التي واجهتها المجتمعات العربية

1. **البطالة**: مع تحول الاقتصادات نحو القطاع الصناعي، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان الوظائف التقليدية المرتبطة بالأعمال الزراعية أو الخدمات الصغيرة. وقد أدى هذا الانتقال غير المتكافئ بين القطاعات المختلفة إلى ارتفاع معدلات البطالة خاصة بين الشباب الذين قد يجدون صعوبة أكبر في الحصول على فرص عمل تتوافق مع مهاراتهم المكتسبة حديثًا.

2. **الانقسام الاجتماعي والثقافي**: غالبًا ما تأتي التحولات الجذرية مصاحبة لتغيرات اجتماعية وثقافية كبيرة. وفي بعض الحالات، خلقت صعود الطبقة الوسطى الناشئة وانخفاض مكانة الفئات الأخرى انقساماً داخل مجتمعات كانت متجانسة سابقاً. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر التكنولوجيا بسرعة على العادات والقيم المحلية مما يشكل ضغطًا ثقافيًا جديدًا.

3. **الصحة العامة والبيئية**: يمكن أن تكون لها آثار بيئية سلبية مثل تلوث الهواء والمياه وتدمير الأراضي بسبب توسعات المناطق الصناعية. كما أنها تعزز نمط الحياة المستقر الذي يساهم عادة في انتشار الأمراض المزمنة المرتبطة بنمط المعيشة الحديث.

الفرص المقدمة للمجتمعات العربية

4. **نمو اقتصادي**: توفر التصنيع أساسًا قويًا لتنمية اقتصاد مستدام ومتنوع. فهو يخلق وظائف جديدة ويولد دخلاً أكثر ثباتًا مقارنة بالأنشطة التجارية التقليدية الموسمية أو غير المنتظمة الدخل.

5. **تقليل الاعتماد الخارجي**: يعزز المصنعون إنتاج منتجات محلية يستوردها البلد حاليا وبالتالي تقليص حاجته لتصدير العملة الأجنبية لشراء تلك البضائع الخارجية. وهذا يساعد أيضا في بناء سياسة "مقاومة الطوارئ"، حيث يتمتع البلد بمزيد من الاستقلالية الذاتية في حالة حدوث اضطرابات عالمية أو حروب تجارية محتملة قد تضرب صادراته الرئيسية.

6. **ابتكار تكنولوجي**: تستفيد الشركات والمؤسسات التعليمية والشباب بشكل خاص من الوصول إلى أحدث التقنيات والمهارات العالمية والتي تمكن الأفراد والشركات من المنافسة بقوة في الأسواق الدولية والحفاظ عليها أيضًا على المدى القصير والبعيد وفقًا لذلك.

إستراتيجيات فعالة لاستيعاب تغييرات الثورة الصناعية

* تعليم وتدريب مناسبين: ينبغي تصميم برامج التدريب المهني للتركيز ليس فقط على المهارات العملية ولكن أيضًا على فهم العمليات البيروقراطية والعلاقات الاجتماعية اللازمة لكيفية التعامل مع مختلف جوانب سوق العمل الحديثة والكفاءة المؤسسية الحديثة كذلك.

* تشجيع ريادة الأعمال والصغرى والمتوسطة منها خصوصاً: إن توفير دعم حكومي للأشخاص ذوي المشاريع التجارية الأصغر حجمًا والمعرفة القائمة على البيانات وخلاصة خبرتهم الشخصية ذات التأثير الإيجابي المحتمل لنشر وحماية الكفاءات المهنية الجديدة وتحسين القدرة التنافسية لكلٍّ منهما داخليًا وعالميًا أيضًا.

* الحفاظ على الثقافة المحلية وهويتها الوطنية: ومن الضروري خلق خطوط اتصال واضحة بين المواطنين الحكوميين بما يكفل تمثيل ثقافي واقتصادي فعال يُحتَذى به أمام الجمهور العام لما فيه خدمة أفضل للشعب والدولة جنبا إلي جنب تفادي أي نوع من أنواع الاحتجاج والاستياء الشعبي المُحتَمَل جرّاء السياسة القُطرية بشأن اعتماد مشروع التحديث الوطني المطروح آنذاك والذي بات جزء خلاصته اليوم واقع حي موجود لدينا جميعا جميع