- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
فيما يلي ملخص للمحادثة:
العقل والمorality: تناقض الإستنباطات في ظلّ الاختلاف
ناقش مجموعة من الأفراد قضية قدرة العقل على استنباط قوانين أخلاقية وفي نفس الوقت سبب حدوث تفاوت واستنباطات مختلفة لهذه القوانين. بدأ المناقشة سليمان بن بكري مؤكدًا أن هذا التفاوت مردّه إلى مدى اختلاف الخلفيات الثقافية والدينية والتربوية لكل شخص. حيث تساهم هذه الجوانب في تشكيل رؤية الإنسان للعالم والقيم الأساسية لديهم. بالإضافة لذلك، لاحظ أن الطبيعة الفلسفية للأخلاق تتطلب تفسيرات وشخصيات متعددة بسبب طابعها التجريبي والشخصي.
من جهته، قدم مسعود الطاهري مدخل مختلف بالنظر إلى دور العلم والفكر المنطقي. فهو يرى ضرورة الاعتراف بأثر البيئة الاجتماعية والثقافية على استنباطات الأفراد للأخلاق عبر علوم اجتماعية كالأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع. ولكنه شدّد كذلك على الدور الحيوي للعقل البشري نفسه في عملية فهم وتطبيقالقيم الاخلاقية. وبالتالي، بينما يتم التأثيرعلى الافراد بالمحيط الخارجي,الا انهم يستطيعون ايضا القيام بتفكير حر ونقدي لإعادة التعريف والإعادة بناءمعاني الأخلاق استنادا لرؤية خاصة وأرض مشتركة معرفية .
وتركت منال المرابط بصمتها قائلة إن البيئة والعوامل الثقافية تلعب دور كبيرا في تعديل الاستنتاجات الأخلاقية ، إلا أنه -كما ذكر سابقا – يملك العقل أيضا تأثيرا قوياً للغاية. يمكن للإنسان اعادة النظر والاستيعاب وتعزيز وتعقيد مفاهيم أخلاقيه طبقًا لمنطقتهم المعرفيه وهذه المقومات الذاتيه ,موضحا بذلك انه يوجد لديك الطاقة لمواجهة التقاليد وتمثل وجهات نظر فريدة حول الجانب الحق والصواب اخلاقيا .
وأخيراً، اتفق وديع بن شقرون والحجامي الهواري مع الطرح الرئيسي لمسعود الطاهري، أي أنّ العقل يحمل وزنا مهما في اشتقاق القواعد الأخلاقية. وعلى الرغم من التأثيرات الواضحة للتراث الثقافي والتاريخي, الا ان القدرة الأساسية للتفكير النقدي وحلول للمشاكل المتعثرة تُبرهن بقوة الشخصية الفردية للعقول البشرية وتمكنهم من اعادة تعريف وفهم دقيق لهذه المبادئ استنادا لما اعتقدوه وما يتناسب مع اهدافه الحميدة. لذا فقد اُعتبر العقل أكثر من كونِ المرآسة لأفعال الأشخاص الآخرين -بل ادوات فعالة لاعتماد نموذج روحي خاص بهم لفهم الواقع ورسم خطوطه المستقبلية بحسب معتقداتها وخياراتها الواعية.