أزمة التعليم العالي: تحديات التمويل والبحث العلمي في العالم العربي

في ظلّ الأزمات الاقتصادية العالمية والتوترات الاجتماعية المتزايدة، تواجه الجامعات العربية مجموعة من التحديات التي تؤثر بشكل مباشر على جودة التعليم

  • صاحب المنشور: إبتهال المسعودي

    ملخص النقاش:

    في ظلّ الأزمات الاقتصادية العالمية والتوترات الاجتماعية المتزايدة، تواجه الجامعات العربية مجموعة من التحديات التي تؤثر بشكل مباشر على جودة التعليم العالي وجودته. يقع هذا القطاع الحيوي تحت ضغط متزايد بسبب عدة عوامل منها تقلص الموارد المالية وعدم كفايتها لدعم البحث العلمي وتطوير البنية الأساسية للجامعات. هذه الظروف الصعبة تعيق قدرتها على تقديم خدمات تعليمية وبحثية بمستوى عالٍ تلبي احتياجات المجتمع المحلي والدولي.

تتأرجح موارد تمويل التعليم العالي بين الاعتماد المفرط على الحكومات والإمكانيات الذاتية محدودة المصدر للمؤسسات الأكاديمية نفسها. فيما تسعى العديد من البلدان لتخفيف عبئها المالي من خلال تقليل دعم الدولة لقطاعي الصحة والتعليم، فإن ذلك يتسبب بتراجع كبير بخدماتها المقدمة ويضرب مكاسب اقتصادية مستقبلية محتملة. بالتوازي مع محدودية الدخل الذاتي الناجم عن عزوف الطلاب وأولياء أمورهم عن دفع الرسوم الدراسية المرتفعة أو عدم توفر نظام قوي للحصول على المنح والقروض، تصبح المؤسسات غير قادرة على استثمار ما يكفي من الأموال اللازمة للسعي نحو الابتكار وتطبيق نتائج البحوث.

التحولات اللازمة

لتجاوز الوضع القائم واستعادة مكانة مؤثرة عالمياً ضمن نطاق منظومة التعليم العالمي، يجب اتخاذ خطوات جريئة ومبتكرة تتضمن:

  1. استراتيجيات تطوير جديدة: اقتراح نماذج مرنة للتمويل المشترك تشمل شراكات فعالة بين الحكومة والمؤسسات الخاصة والمنظمات الدولية والجهات المانحة. يمكن لهذه الشراكات خلق فرص للاستثمار الضخم وتعزيز قدرات الإدارة الفعالة للأموال داخل الكليات والمعاهد المختلفة عبر التشديد على المسؤولية الجماعية وتحسين الحوكمة العامة لها.
  1. رفع مستوى مشاركة الأفراد والمجتمعات: تفعيل دور أفراد المجتمع عبر حملات جمع التبرعات والبرامج الموجهة نحو الرعاية الثقافية والفكرية بالجامعات. كذلك، يشكل إدراج جائزة تقدير سنوية لأفضل مشروع بحثي محفزاً مهماً لإلهام المزيد من الشباب السعوديين وغيرهم ممن لديهم رغبة حقيقية في المساهمة بنشاط بناء معرفتهم وخبراتهم العملية لمصلحة الوطن والعالم أجمع.
  1. تحسين جودة التدريس والبرامج الأكاديمية: التركيز بقوة أكبر على تحسين نوعية التعلم والتدريب العملي لدى الهيئة التعليمية العاملة بالمؤسسات التعليمية والتي تعد عاملاً حيويًا لنشر ثقافة الابداع الخلاق وقدرة تفكير منطقي عميق لدى طلاب تلك البيئات التقليدية سابقاً مما سيحدث ثورة جذريّة بأسلوب تنفيذ عملية إيصال المعلومة للقارئ المستقبلي لها سواء كان طالب جامعي جديد أو باحث علمي ملتزم بإضافة جهد جديد لساحة المعرفة المعرفية الحديثة .

علال الموريتاني

9 مدونة المشاركات

التعليقات