- صاحب المنشور: راضية بن منصور
ملخص النقاش:يتمتع العمل التطوعي بمكانة بارزة كركيزة أساسية لبناء مجتمعات قوية ومزدهرة. هذه الأفعال الخيرية، التي يقوم بها الأفراد مجاناً وبإرادتهم الحرة، تلعب دورًا حيويًا في تعزيز الروابط الاجتماعية وتعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع.
في جوهر الأمر، يعتبر العمل التطوعي استثماراً غير مباشر في الصالح العام. فهو يساهم ليس فقط في تقديم المساعدات المادية أو الخدمات اللازمة للأفراد المحتاجين، ولكنه أيضاً يعزز القيم الإنسانية مثل التعاطف والتفاني والإيثار. هذا النوع من الكرم ليس له أي مقابل مادي، ولكن عوائده غالبة؛ حيث يؤدي إلى تحسين الصحة النفسية للمنضمين إليه، زيادة الثقة بالنفس والشعور بالإنجاز، بالإضافة إلى بناء شبكات اجتماعية هامة.
أشكال مختلفة للعمل التطوعي
يمكن تصنيف الأعمال التطوعية تحت عدة فئات حسب نوع النشاط:
التوعية والتثقيف: يشمل تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لتوفير المعرفة حول مواضيع محددة كالصحة العامة، التعليم الرقمي وغيرها.
الدعم الاجتماعي: يساعد المتطوعون الأشخاص الذين قد يواجهون تحديات خاصة كتقديم الدعم العاطفي لأسر مرضى السرطان مثلاً.
مساعدة البيئة الطبيعية والحفاظ عليها: يمكن أن يتضمن تنظيف الحدائق العامة، حماية الحياة البرية، التشجير وما شابه ذلك.
الأعمال الخيريّة والنفعية الأخرى: تشمل جمع الأموال لمؤسسات خيرية معينة، توزيع الملابس المستعملة، إلخ...
دور الجهات الحكومية والأهلية في دعم وتشجيع العمل التطوعي
تتزايد أهمية دور الحكومة وأصحاب القطاع الخاص في تشجيع وإنشاء بيئة داعمة للعطاء التطوعي. يمكنهم القيام بذلك عبر العديد من الطرق:
* تشريع قوانين لحماية حقوق المتطوعين: وهذا يعني ضمان سلامتهم أثناء مهماتهم وعند تعرضهم لأي ضرر متعلق بهذا العمل.
* تخصيص موارد مادية ومعنوية لدعم المنظمات التطوعية: سواء كانت هذه الموارد عبارة عن مساحات مكتبية مجانية، معدات مستعملة جيدة الحالة, ام منح جوائز تقديرية لهم وللمشاركين.
* تيسير الوصول لمعلومات دقيقة ومنظمة بشأن الفرص التطوعية المتاحة.
وفي النهاية، يبقى واضحا بأن العمل التطوعي هو أكثر بكثير مما يبدو عليه بعينيْنا الأولى. إنه ليس مجرد نشاط مؤقت للحصول على بعض الوقت الإضافي خارج جدول أعمالنا اليومي المعتاد - بل هو طريقة حياتنا اليوم؛ يقرب الناس الواحدة بالأخرى ويسمو بهم نحو بلوغ مستوى أعلى من الأخلاق الحميدة والبذل والعطاء بلا حدود.
