- صاحب المنشور: عبد المعين المدغري
ملخص النقاش:يُعدّ الذكاء الاصطناعي (AI) إحدى التقنيات الأكثر تأثيراً على المجتمع اليوم. لم تعد تقتصر وظائفه على مجالات محدودة مثل الألعاب والمحاكاة اللغوية فحسب؛ بل أصبح له دور بارز في تحقيق التنمية المستدامة عالمياً. يمكن للذكاء الاصطناعي المساهمة بشكل كبير في الحدِّ من الآثار البيئية الضارة وتعزيز كفاءة الإنتاج والاستدامة الاقتصادية.
فرص استخدام AI في التنمية المستدامة
تتعدد المجالات التي يمكن لـAI تقديم حلول مبتكرة لها. في القطاع الزراعي مثلاً، يمكن للحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي التحكم بمستويات الرش للمبيدات الحشرية وتحسين جودة المحاصيل باستخدام بيانات دقيقة حول الظروف الجوية والأرضية. وفي قطاع الطاقة، تساعد خوارزميات التعلم العميق الشركات بتحديد نقاط الضعف المحتملة واتخاذ قرارات مستندة إلى البيانات بشأن تحديث وصيانة المعدات لتقليل انبعاث غازات الدفيئة. كما تساهم تقنية blockchain -التي تعتمد عليها معظم شبكات العملات المشفرة- بإدخال شفافية وأمان أكبر للسلاسل التجارية العالمية مما يعزز الاستدامة الاجتماعية أيضًا.
تحديات تطبيق AI نحو التنمية المستدامة
رغم الفوائد الواضحة لاستخدام AI لتحقيق اهداف التنمية المستدامة، هناك العديد من التحديات التي يجب مواجهتها. أحد أهم هذه العقبات هو الوصول المتساوي لهذه التقنيات. قد تواجه البلدان المنخفضة الدخل صعوبات مادية واجتماعية عند اعتماد تكنولوجيات متطورة مثل AI نظرا لنقص البنية الأساسية اللازمة. وبالتالي، يتطلب الأمر سياسات عامة جديدة ودعم دولي لسد هذا الفجوة بين الدول المختلفة. بالإضافة لذلك، تشكل القضايا الأخلاقية حجر عثرة رئيسي أمام نشر تلك الحلول حيث تحتاج عمليات اتخاذ القرار المصممة بواسطة AI لأخلاق قوية تضمن عدم تجاوز حقوق الإنسان أثناء العملية. أخيرا وليس آخرا، يشغل موضوع الأمن السيبراني مساحة واسعة من الجدال إذ ينبغي ضمان الحماية الكافية لحماية خصوصيتنا وهبتنا الشخصية خاصة مع ازدياد الاعتماد على الإنترنت.
وفي النهاية، يظل دور الذكاء الاصطناعي حيويًا عندما نهدف لكوكب أكثر استدامة واستقراراً اقتصاديًا وبيئيًا واجتماعيًا بشرط إدارة المخاطر المرتبط به بحكمة وشجاعة.