- صاحب المنشور: سندس الأنصاري
ملخص النقاش:
في خضم حالة عدم اليقين التي فرضتها جائحة كوفيد-19 وتداعياتها على الاقتصاد العالمي، يقف العالم على حافة مرحلة جديدة مليئة بالتحديات والفرص. عام ٢٠٢٣ يقترب بسرعة، ويأتي مع مجموعة من التغيرات المحتملة التي تستحق الاستكشاف والتقييم. سنركز هنا على عدة محاور رئيسية تشكل أساس هذه التوقعات: التعافي بعد الجائحة، التحولات الصناعية، السياسات المالية والنقدية العالمية، والعوامل البيئية المتغيرة.
التعافي البطيء والجماعى
بعد عامين تقريباً من التأثير الكارثي لجائحة كورونا، بدأ العديد من البلدان حول العالم عملية التعافي. لكن هذا التعافي يبدو أنه سيكون بطيئاً وجماعياً بسبب عدد من العوامل الحاسمة. أولاً، لا زال الوباء يشكل عبئا كبيراً خاصة فيما يتعلق بأعداد الوفيات والإصابة الجديدة حتى الآن. ثانياً، هناك القلق بشأن ظهور سلالات جديدة قد تتطلب إجراءات أكثر شدة للحجر الذاتي والحظر التجاري مما يؤدي إلى المزيد من الضرر للاقتصاديات الهشة أصلاً. أخيرا وليس آخرا، فإن مشكلة توافر لقاح ضد الفيروس وعدم المساواة الواضحة بين الدول الغنية والفقيرة ستؤثر أيضا على سرعة الانتعاش الاقتصادى عالميا.
الثورة الصناعية الرابعة وأثرهَا الاقتصادى
تعتبر تكنولوجيات القرن الحادي والعشرين مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والتحليلات الضخمة جزءًا أساسيًا من "الثورة الصناعية الرابعة". بينما تحمل هذه التقنيات فرصاً هائلة للإنتاج والكفاءة والمشاركة الاقتصادية الأوسع نطاقًا، إلا أنها تجلب أيضًا تهديدا مباشرًا لأعمال وظائف عديدة تقليدية. ومن المتوقع أن يحدث تحول كبير في سوق العمل أثناء انتقال الشركات نحو استراتيجيات الرقمية والذكاء الاصطناعي. وفي الوقت نفسه، سيحتاج الأفراد إلى إعادة تأهيل مهني واستثمار بشدة في التعليم المستمر لتلبية متطلبات الوظيفة الجديدة المرتبطة بهذه التقنيات الناشئة.
السياسة المالية والنقدية وتعزيز المرونة الاقتصادية
مع اقتراب العام الجديد، تواصل الحكومات المركزية والصغرى جهودها للتعامل مع آثار الجائحة عبر سياساتها المالية والنقدية. وقد تضمنت التدابير الرئيسية زيادة الإنفاق العام لدعم الأسواق المحلية والاستجابة للمتطلبات الطارئة وبرامج دعم الرواتب وغير ذلك الكثير؛ كما قام البنك المركزي بتقديم محفزات كبيرة للحفاظ على تدفق الأموال داخل القطاعات المختلفة وضمان بقاء النظام المصرفي مستقرا نسبياً خلال فترة عدم الاستقرار الاقتصادي الحالي. وعلى الرغم من نجاعة هذه الإجراءات المؤقتة في الحد من الانكماش الكبير الذي كان ممكنًا وإعطاء مزيدٍ من الفرصة للاستعادة المنتظمة، فإن فعالية تلك الحلول قصيرة المدى موضع تساؤل حيث تحتاج غالبية العمليات التجارية والشركات الأصغر حجماً لموارد دائمة لتحقيق مستوى أعلى للدخل مقارنة بالأرباح المشجعة ولكن غير المضمونة حالياً والتي جاءت كنتيجة مباشرة للتدخل الحكومي المكثف والسريع عقب بداية الأزمة الصحية العالمية الأخيرة. لذلك، سوف تكون القدرة الفعلية لهذه المبادرات مرهونة بمستوى الدعم المؤسسي والسياسي اللازم لإحداث تغييرات هيكلية طويلة المدى تسمح للشركات الصغيرة بالازدهار مرة أخرى وأيضا بعكس الاتجاه المنخفض لنمو الناتج المحلى الاجمالى وتحسين جودة الحياة العامة لسكان المناطق الأكثر فقرا وفقرا نسبيّا - وهو وضع شائع في بعض المجتمعات الفقيرة الموجودة عادة ضمن الحدود الوطنية المؤقتة أو كونها دول نامية لديها خطوط توتر مرتفعة تؤرق مستقبلهم الزاهر بإمكانه إنقاذهم سويا إذا ما تمت إدارة الأمور بحكمة وتميز اداريين واقتصاديين ذوي رؤية واضحة وصاحب القرار السياسي المسؤول عنها كذلك!
تأثير البيئة على اقتصاديات المستقبل
قطاع آخر يجذب الانتباه بشكل متزايد هو تأثير المناخ العالمي والأحوال الطبيعية الأخرى على مسارات ازده